نبض التاريخ: معركة بين أسبانيا والمغرب للفوز بتأئيد الولايات المتحدة سنة 1974م

يومان قبل إصدار القرار الأممي برفع قضية الصحراء الغربية إلىمحكمة العدل تنافس المغرب واسبانيا، كل على حدة، لمحاولة جعل تصويت الولايات المتحدة يكون لصالحه. تنقل وفد مغربي ووفد أسباني إلى سفارة الولايات المتحدة بالأمم المتحدة بنيورك، وكان الوفد الأسباني مرؤسا بنائب وزير الخارجية ريفيرو.في لقائه بالمسئولين الأمريكان طلب ريفيرو دعمهم للتصويت لرفض رفع قضية الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية، أو في حالة عدم ذلك الامتناع عن التصويت، وذكَّر المسئول الأسباني السلطات الأمريكية بتعهدات سابقة كررت فيها مرار انها ستكون محايدة، وأن الحياد يعني الامتناع عن التصويت. بالنسبة للوفد المغربي الذي حضر إلى نيورك وفي لقائه بالمسئولين الأمريكان ذكَّرهم أنه بلاده هي وتونس ستقفان مع الولايات المتحدة في دعم الخمير الحمر مقابل تصويت الولايات المتحدة لصالح رفع القضية الصحراوية لمحكمة العدل الدولية. وهدد الوفد المغربي الأمريكان بالقول لهم أنه حتى في حالة أمتناع الولايات المتحدة عن التصويت لصالح القرار المغربي برفع القضية إلى المحكمة فإن الولايات المتحدة ستفقد تصويت تونس والمغرب معا في قضية الخمير الحمر. وحسب تعليقات الأمريكان فإنه في حالة أن لا يصوت المغرب وتونس مع الولايات المتحدة في قضية الخمير الحمر ستخسر الولايات المتحدة كل شيء. حين أشتد الصراع وتم ابتزاز الولايات المتحدة من طرف المغرب، طلب الأسبان من الأمريكان أن يتم التصويت على رفع القضية، لكن لا يتم تأجيل الاستفتاء ولا يتم القفز على تقرير المصير طبقا للوائح الأمم المتحدة.

اختلاف المغرب واسبانيا ولجوئهما إلى الولايات المتحدة جعلت كيسنجر يتدخل في آخر لحظة ويحسم الموضوع: يجب التصويت لصالح القرار الذي اقترحه العراق وفولتا العلياء، والذي يصب في مصلحة المغرب، على أن يتم تبرير التصويت بأنه القرار لن يؤثر على تصفية الاستعمار، وعلى موقف أسبانيا من تنظيم الاستفتاء. حين كان الوفد المغربي في مقر السفارة الأمريكية لدى الأمم المتحدة في نيورك، وصلت رسالة إلى كيسنجر من وزير خارجية المغرب يطلب منه فيها، باسم الملك، أن يصوت لصالح القرار الذي يصب في مصلحة المغرب والذي يتم، بموجبه، رفع قضية الصحراء الغربية إلى محكمة العدل الدولية. 

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest