السفير الأمريكي بولتون يقترح على إدارته أن تتجاوز مجلس الأمن في قضية الصحراء الغربية




             

كان السفير الأمريكي في الأمم المتحدة سنة 2006م، جون بولتون، كما كتبنا سابقا ينتمي إلى جناح الصقور في الإدارة الأمريكية؛ كان عنيدا، فظا، متكبرا يحتقر العالم الثالث وفي مقدمته المغرب.. عمل لوقت قصير في بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية فأكتشف المغرب على حقيقته وأصبح يحتقره. في لقائه يوم 22 مارس 2006م بالسفير الجزائري- كتبنا عنه في مقال سابق- قال له أن الجمود يعمل لصالح المغرب، ,انه من الأحسن أن مجلس الأمن ينهي مهام المينورصو.. لم يهضم الصقر بولتون كيف ان المغرب يستطيع، رغم ضعفه، ان يتحدى المجموعة الدولية.. بتاريخ 14 ابريل 2006م، كتب بولتون تقريرا إلى إدراته يقترح أن تتجاوز الولايات المتحدة مجلس الأمن، وتحاول حل قضية الصحراء الغربية خارج الأمم المتحدة.. كتب بولتون في تقريره يقول:" من خلال وجهة نظري من نيورك، فإن مسعى – أمريكي بالطبع- لدى مجلس الأمن حول تجديد عهدة المينورصو هو خيار في المتناول، إذا كنا حقا نبحث عن تسريع لمشروع المغرب في الحكم الذاتي في الصحراء الغربية.. إذا فشل هذا المسعى- قبول الحكم الذاتي- في الحصول على دعم الأعضاء المتبقيين من مجلس الأمن، فإنني أوصي ان يتم تنظيم محادثات مباشرة بين بين المغرب والبوليساريو في نيورك –تحت رعاية أمريكية طبعا-..    
بسبب عدم ظهور مثل هذه المبادرات، فإن إحباط البوليساريو، أحتمالا، سيتراكم ويصبح غير مساعد. إن الجمود في مجلس الأمن بعد 15 سنة من التعهد في مثل هذه القضية- الصحراء الغربية- يساهم في تأكل فعالية مجلس الأمن.. قبل قرار مجلس الأمن في اكتوبر 2005م، لتمديد عهدة المينورصو لستتة أشهر، فإن الحكومة المغربية لمحت أنها يمكن أن تتقدم بمسودة للحكم الذاتي، وأنها ستتشاور حولها مع أعضاء مجلس الأمن قبل ابريل 2006م.. في مارس 2006م- يقول بولتون في تقريره- بعثت الحكومة المغربية وفدا لواشنطن لتخبر المسؤولين الأمريكان أن الرباط قد أعدت مسودة حول الحكم الذاتي في الصحراء الغربية، لكنها أكدت أنها تحتاج لستتة أشهر أخرى او تسعة "للتشاور" – مع المغاربة- قبل ان تقدمه رسميا.. بالإضافة إلى ذلك، قال المغاربة للساسة للأمريكان أنه عليهم أن يساعدو في تجديد عهدة المينورصو لستة اشهر مرتين قبل ان يقدموا مسودتهم للحكم الذاتي.. في الأيام الأخيرة، يبدو ان الرسميين المغاربة قد كرروا نفس الرسالة لبعثات مجلس الأمن في الأمم المتحدة، مؤكدين أنهم يحتاجون سنة لإنهاء المشاورات الداخلية.. أعرف ان الملك محمد السادس كان قد بعث رسالة إلى الرئيس- بوش- يخبره بحجة هذه " المشاروات". يبدو أن المغاربة أختاروا المضي في تكتيكهم لربح الوقت باعتمادهم على تجديد عهدة المينورصو روتينيا، وهو ما قد يقود إلى تفجر العنف في المنطقة.. بالنسبة للأطراف الأخرى في المنطقة- البوليساريو والجزائر- كانا قد أعترضا مسبقا على مشروع الحكم الذاتي حتى قبل ان يتم تقديمه معتمدين على الأعتقاد أن مسودة المشروع ستستثني خيار تقرير المصير .. ومثلما سبق للمبعوث الشخصي فان والسوم أن أشار لمجلس الأمن فإنه لا يوجد تقدم ممكن في وضع الصحراء الغربية حتى تتفاهم الأطراف مع بعضها البعض. يواصل بولتون: إن التجديد الروتيني للمينورصو – هذا يحدث منذ 15 سنة في 2006م- لن ينفع في إحراز تقدم أتجاه ذلك- التفاهم-.  اعتقد أن إعلان المغرب عن أحتياجه لستة اشهر إضافية أو سنة "للمشاورات" سيعتبر قبولا من طرف الولايات المتحدة الأمريكية لتأجيل مشروع حكم ذاتي بدون شروط وإلى ما لا نهاية.. أنا أعتقد أن مجهودات المغرب في إدامة الجمود الذي هو في صالحه حقا، سيستمر لاحقا.. أكثر من ذلك هو مجهود – الحكم الذاتي- مشكوك في جديته. ما يسمى الانتفاضة الصحراوية التي بدأت في أكتوبر 2005م- حسب التقرير- تكون قد نجحت في جلب أنتباه الراي العالمي لمسألة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.. إن منع المغرب لبعثات الملاحظين الدولين قد جعل الإحباط الصحراوي يتعاظم، وجعل تصميمهم يكبر ك يتم سماع شكواهم..
بالنسبة لقيادة البوليساريو فإنها قد بعثت وفدا إلى نيورك في مستهل أبريل لإيضاح موقفها للأمين العام للأمم المتحدة ولغالبية أعضاء مجلس الأمن.. قالوا أنهم أصبحوا على حافة نفاذ صبرهم.. قالوا أنهم قبلوا وقف إطلاق النار؛ وقبلوا خطة بيكر التي رفضها المغرب؛ وأطلقوا سراح ما تبقى عندهم من أسرى؛ ومع ذلك لا يوجد أي تقدم نحو الأستفتاء. إنهم غاضبون من الأمين العام للأمم المتحدة، الذ سمح لمبعوثه الشخصي ان يقول أن مخطط بيكر قد مات، وسمح له أن يقترح أن يكون مخطط الحكم الذاتي هو بداية اية مفاوضات.. إنهم محبطون بعمق من أن مجلس الأمن لم يكن جادا في تطبيق خطة بيكر وتقرير المصير، وأنه لم يقم باي شيء ليجعل المخطط- مخطط بيكر- يتقدم..
على ضوء ما تقدم- يكتب بولتون- أقترح المبادرة التالية: أقترح أن يتم أقتراح قرار للتمديد لفترة قصيرة –للمينورصو-، وان يشمل القرار النقاط التالية: التمديد للمينورصو لتسعين يوما- ثلاثة أشهر-؛ دعوة الأمين العام للتقرير عن مشروع المغرب- الحكم الذاتي- لمجلس الأمن خلال هذه الفترة.. دعوة الأطراف في المنطقة  للشروع في مفاوضات مباشرة حول مستقبل وضع الصحراء الغربية.
في حالة يظهر أن أعضاء مجلس الأمن غير قادرين على الاتفاق حول هذا المسعى كوسيلة لفرض حل، فإن أنجع بديل مقبل هو مواصلة تشجيع الحوار بين الأطراف.. وبما أن المغرب قد قرر علنا أنه لن يتفاوض إلا مع الجزائر، وأن هذه الأخيرة تلح دائما أن البوليساريو هي التي يجب ان تتفاوض مع المغرب، فإنه يبدو أنهن ربما، يجب علينا أن نفكر في أختراع طرق أكثر فاعلية لتسهيل الحوار.. مثلا هناك طريقة أن يتم جمع الطرفين معا، وإذا سمحت كتابة الدولة، اقترح ان يتم عرض على الطرفين اللقاء غير الرسمي في مقر بعثة الولايات المتحدة في نيورك بين المغرب والبوليساريو.. أنا – يقول بولتون- أعتقد أنه حين تم التطرق مع مسئولين مغاربة إلى موضوع محادثات غير مباشرة مع البوليساريو في واشنطن كان هناك جواب إيجابي. بالنسبة لمحادثاتنا هنا مع البوليساريو تمت مقابلة المسعى بالصمت لكن ليس بالرفض. يجب علينا أن نعطي الاعتبار لمتابعة هذه الاستراتيجية بجد.
من خلال تقرير بولتون، يمكن أن نستشف ان الولايات المتحدة قد قررت أن تجرب جمع الطرفين تحت رعايتها هي دون الرجوع إلى مجلس الأمن، وأن السفير بولتون، هو في العمق، ضد التكيتيك المغربي الذي يهدف إلى إطالة الجمود الذي هو في صالحه.. اقتراح بولتون جمع البوليساريو مع المغرب تحت رعاية أمريكية ستستمع إليه إدارة بوش وستحاول ان تنفذه.. لكن ستكون هناك مفاجأة في الأخير..

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء