السفير الجزائري في نيورك يحتج على السفير الأمريكي



 كما رأينا، فإن بوتفليقة أحتج على عنان في رسالة قوية اللهجة في فبراير 2006م، بسبب طلب عنان- في الحقيقة طلب امريكا- مشاركة الجزائر في مفاوضات مباشرة مع المغرب تهدف إلى قبول الحكم الذاتي كحل "واقعي"- الواقعية السياسية-. ورغم رسالة بوتفليقة الرافضة جاء فان والسوم، المبعوث الشخصي للأمين العام، وطلب من الجزائر بصفة رسمية مرة أخرى ان تبدأ مفاوضات مباشرة مع المغرب حول نفس الموضوع: الحكم الذاتي.
إصرار الأمم المتحدة على فتح مفاوضات مباشرة بين المغرب والجزائر حول الحكم الذاتي في الصحراء الغربية جعل الجزائر تفهم أن الغمزة أمريكية، وان طلب تلك المفاوضات هو مبادرة أمريكية- من وراء الستار-.. في تقرير لسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بنيورك رقم(06usunnewyork767_a)بتاريخ 11 ابريل 2006م، فإن السفير الجزائري يوسف يوسفي طلب يوم 22 مارس 2006م مقابلة السفير الامريكي جون بولتون الديمقراطي المحسوب على جناح الصقور في الإدارة الأمريكية آنذاك، الصريح، العنيف والذي سيتعاطف في نهاية عهدته مع الصحراويين، ويقف إلى جانب قضيتهم، ويكشف في كتابه\ مذكراته "الاستسلام ليس خيارا" زيف التعامل الأمريكي مع القضية الصحراوية. في اللقاء أعترض السفير الجزائري يوسفي على تعنت الأمم المتحدة على محاولة إقحام الجزائر في مفاوضات مباشرة مع المغرب، وألح ان الجزائر لن تشارك في أية مفاوضات مع المغرب حول الصحراء الغربية، ثم تطرق إلى أعتراض الجائر على المقترح المغربي للحكم الذاتي الذي يهدف إلى إلغاء حق تقرير المصير للشعب الصحراوي.. في اللقاء ذكَّر السفير الجزائري نظيره الأمريكي برسالة بوتفليقة إلى كوفي عنان في نهاية فبراير 2006م والتي تم توزيعها على أعضاء مجلس الأمن... رد السفير بولتون قائلا ان مقترح فان ولاسوم هو فقط محاولة لتحريك الجمود الذي يريده المغرب ان يستمر، والذي يبدو أن البوليساريو والجزائر غير راضيين عنه. إن الولايات المتحدة - يقول بولتون- تواصل دعم مجهودات المبعوث الشخصي، وأنها منفتحة على اي عمل سيقوم به مجلس الأمن في المستقبل، وأنها تنتظر مقترحا مغربيا هادفا- الحكم الذاتي- وتنتظر رد البوليساريو عليه.. حين عادت الكلمة للسفير الجزائري يوسف يوسفي، قال أن الذي يقلق الجزائر هو أن المبعوث الشخصي فان والسوم أختار ان يتجاهل مجهودات مجلس الأمن خلال خمسة عشر سنة، وأنه يوصي فقط بحل سياسي مبني على مبدأ الحكم الذاتي، الذي يتجاهل حق تقرير المصير لشعب الصحراء الغربية..           
ويواصل السفير الجزائري قائلا، ان الجزائر علمت أن المغرب يخطط فقط لمشروع حكم ذاتي في الصحراء الغربية، وأنه لا يشمل سيادة الصحراويين على أرضهم.
عادت الكلمة للسفير الأمريكي بولتون الذي قال أنه يرى أن مبادرة فان السوم- التفاوض المباشر بين الجزائر والمغرب- هي فقط بسبب خيبة أمله من أستمرار وضع الجمود، وعدم قبول المغرب بأي مبارة تتضمن أستفتاء لتقرير المصير. إن وضعية الجمود يقول بولتون هي في صالح المغاربة لإنهم يسيطرون على الإقليم، ولا يوجد أستفتاء ولا يوجد ما يفرض عليهم القبول به.. الجمود- حسب بولتون- لا يخم الصحراويين الذين يوجدون في مخيمات في تندوف، كما أنه لا يرضي الجزائر التي يوجد اللاجئون على أرضها ولها مشكلة حدود. يجب ان نعطي بعض الأعتبار لمبادرة فان والسوم لإنه – بمبادرته- حاول كسر الجمود. من جهة أخرى- يواصل السفير الأمريكي- المغرب سيواصل جلب المزيد من المستوطنين إلى الإقليم، وسيقوي سيطرته عليه، وسيبدأ استغلال الموارد والصيد(..). إن ذلك سيجعل المجموعة الدولية تقبل أن تكون الصحراء الغربية جزء من المغرب.. ويقول بولتون، أن الولايات المتحدة خلال مباحثاتها مع المسئولين المغاربة طلبت منهم ان يكون مشروع الحكم الذاتي حقيقي، جوهري، ولا يكون مشروعا نقطة بداية للمفاوضات فقط. 
تدخل السفير الجزائري متسائلا عن ماذا سيفعل مجلس الأمن إذا قدم المغرب مشروع حكم ذاتي ورفضته، كما هو متوقع، البوليساريو. ؟ هل سيقوم مجلس الأمن بفرض حل مثلا؟
إن الجزائر يقول يوسفي- دائما حسب التقرير الأمريكي المذكور- لا تتبع سياسة " الواقعية السياسية"،وأن الجمود إذا أستمر فإن عدم الرضى عنه- بين الصحراويين- سيتزايد وسيكون مفروضا على البوليساريو الاستجابة لعم الرضى، وسيفرض على قيادة البوليساريو أن تجد طريقة ليتم التعبير عند عدم الرضى..
تدخل السفير الأمريكي في نيورك، بولتون، ليقول أنه هو نفسه أقترح أنه إذا لم يتم التوصل إلى أتفاق، فإن مجلس الأمن يجب ان يعتبر أن بعثة المينورصو أصبحت بلا جدوى- ويجب سحبها-. منطقيا يقول بولتون، نحن- الأمريكان- نبقى مرنيين ومنفتحين على كل الاقتراحات.. إن موقف حكومة الولايات المتحدة هو أنها تدعم مجهودات المبعوث الشخصي، وانه هو شخصيا يتمنى حل قضية الصحراء الغربية لكن ذلك ذلك لن يتم إلا بكسر الجمود، وأن الفضول يغريه لسماع ردة فعل البوليساريو حول الحكم الذاتي.    

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء