يبدو أن الموظفين الأمريكيين الذين كانت تبعثهم إدارة
بوش كي يتباحثوا مع المغربيين حول مشروع الحكم الذاتي أصبح يتولد لديهم الشك من أن
المملكة مترددة لسببين:1) إما هي غير قادرة على المضي قدما في تقديم مشروع مقنع
تستطيع الولايات المتحدة أن تتبناه في مجلس الأمن وتدافع عنه، أو2) هي تعزف وحدها
ولا أحد من الصحراويين يستمع إليها..
في جانفي 2006م توجه وفد من
السفارة الأمريكية إلى العيون كي يجس نبض سكانها حول الحكم الذاتي، الأنضمام
والاستقلال، لكن مشكلة الوفد أنه بقى أسير الدوائر الرسمية، وبقيت الأجتماعات
المحكم فها من طرف قوة المخزن تتقاذفه، وفي كل أجتماع يعاد عليه نفس الشريط ونفس
الأسطوانة: الحكم الذاتي هو الحل.
لم يستطيع الوفد أن يلتقي بالشارع الصحراوي الذي كان
يغلي غضبا ورفضا لأي شيء غير الاستقلال، وكان ينتفض انتفاضات منظمة لا تتوقف ليل
نهار.. في لقاءات الوفد " الرسمية" في العيون- نحن في بداية 2006م-
أسرَّ لهم الوالي درايس الشرقي ان مشروع الحكم الذاتي سيكون جاهزا وسيتم تقديمه
للأمم المتحدة..
وحين كان وفد السفارة الأمريكية الذي كان يريد جس نبض
الشارع في العيون\ الصحراء المحتلة، كان إدارة الاحتلال في العيون تخمد ذلك الحماس
الذي جاء به الوفد. فبدلا من أن يلتقي بالناس في الشارع كانت الإدارة تنظم له
لقاءات مطبوخة مع منظمات وهمية باسماء مختلفة مثل منظمة دعم الحكم الذاتي ومنطمة
المنتهكة حقوقهم في البوليساريو وجمعية الملتحقين بالمغرب، وكلها تعيد نفس الخطاب
ونفس النشيد على أسماع وفد السفارة الأمريكية. كان ذلك الأسلوب المخزني هو نوع من
اللعب على الأعصاب وإنهاك الوفد الأمريكي حتى لا يصل إلى مبتغاه، وحتى لا يفكر في
شيء آخر ما عدا الراحة بعد هذه الاجتماعات المنهكة....
حين لم يبقى من برنامج وفد السفارة الأمريكية سواء
ساعات- قضى حوالي يومين- وحتى لا يرى الصحراء كلها بلون واحد، طلب لقاء بعض
المتعاطفين مع البوليساريو. التقى في مساء يوم 12 جانفي مع 12 حقوقيا صحراويا-
التقارير الأمريكي الذي بعثت السفارة الأمريكية في 8 مارس لا يسمهيم حقوقيين إنما
منشقين- وفي اللقاء الذي لم يم طويلا وجد الوفد الأمريكي تشبثا كاملا بالاستقلال
ولا شيء غيره وأستهزأ بأضحوكة الحكم الذاتي.. يقول التقرير الأمريكي المذكور - 06rabat431_a – 6 مارس
2006م عن اللقاء بالحقوقيين الصحراويين " إن هذه المجموعة لا تفضل أي تدخل
للمغرب في شئون الإقليم مستقبلا، وحين تم طرح عليهم سؤال هو هل يحسون أنهم جزء من
مجموعة كبيرة هي " أمة الصحراء"- الأمريكان يقصدون بسؤالهم " أمة
الصحراء الكبرى التي تضم البيظان وسكان شمال مالي- قالت المجموعة لا، وان المجموعة
التي يدافعون عن حقوقها هي المجموعة المحددة المتواجدة في الصحراء الغربية تحديدا(
الشعب الصحراوي).
ويصل تقرير وفد السفارة الأمريكية إلى نتيجة وهي أن
" الحكم الذاتي أصبح محل تطبيق على الأقل في المناطق الحضرية، وأنه خلق فوضى
في الإقليم- يقصدون أن هناك أختلاف حوله."
إذن، فشلت محاولة سفارة الولايات المتحدة في معرفة حقيقة
ما يدور في المناطق المحتلة. فالسفارة كانت، على ما يبدو، تريد أن تعود بنتيجة
إيجابية من خلال سبر اراء سكان المناطق المحتلة من الصحراء الغربية؛ نتيجة تعزز
المجهود الأمريكي المتحمس للدفاع عن مشروع الحكم الذاتي في الأمم المتحدة.
من خلال خاتمة التقرير الأمركي المذكور المرفوع إلى
كتابة الدولة يبدو أن وفد السفارة أحجم عن الخروج باستنتاجات حاسمة تشجع الحكومة
الأمريكية أن تمضي قدما في دعمها للحكم الذاتي. السبب الذي جعل السفارة لا تصل إلى
استنتاجات ملموسة داعمة ومشجعة هي أنها بقيت أسيرة الدوائر الرسمية والمخزن، وأنه
تم وضع لها برنامج مرهق مكرر ولم تتصل بلإنسان الصحراوي في الشارع...
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء