في زيارته للمغرب
بداية مايو 1975م قدم جيسكار ديستان رئيس فرنسا،بموافقة لحبيب بورقيبة رئيس تونس
مقترحا للعاهل المغرب مفاده أن فرنسا تقترح أن يتم عقد قمة بين أسبانيا وموريتانيا
والمغرب ويتم تهميش الجزائر، وتكون برعاية فرنسية في باريس وتدور حول تقسيم
الصحراء الغربية. في تلك الزيارة فرض الرئيس الفرنسي موريتانيا طرفا في المفاوضات
وفي المشاركة في التقسيم رغم أنها كانت قد توصلت إلى صيغة أتفاق مع المغرب في
نهاية 1974م. فحسب تقرير للسفارة الأمريكية بمدريد بتاريخ 19 مايو 1975م، تحت
الرقم 1975madrid03382_b فإن الحسن الثاني التقى السفير الاسباني سريا في الرباط مارتين
غوميرو، وعرض عليه الفكرة الفرنسية بعقد قمة في باريس لمناقشة تقسيم الصحراء بين
المغرب وموريتانيا. في اللقاء عبَّر الملك للسفير عن مخاوفه من أن يزداد الوضع
توترا في المنطقة في حالة تبقى أسبانيا رافضة للحوار مع المغرب. وحسب التقرير
الأمريكي المذكور فإن جيسكار ديستان بتحييده للجزائر وتهميشها في المفاوضات
المذكورة يريد أن يصفي حساباته معها.. في اللقاء أعترف الحسن الثاني للسفير
الأسباني "أن قرار محكمة العدل الدولية سيكون عكس مصلحة المغرب وسيكون ضدها
تماما، ومن خلال المفاوضات سيجد المغرب متنفسا يغطي به على فشله في محكمة العدل الدولية.
وقال الحسن الثاني للسفير الأسباني أنه يقترح على أسبانيا أن تتعاون في عقد القمة
رغم أنه متأكد أنها ستجيب أنها ستتنتظر قرار محكمة العدل الدولية..
بعد اللقاء مباشرة
عاد السفير الأسباني مارتين غوميرو إلى مدريد للتشاور، لكن يبدو أن لا أحد
استقبله، فأسبانيا رفضت المشاركة في القمة التي اقترحت فرنسا بسبب انها همشت
الجزائر، ثم أنها قررت أن تنتظر القرار النهائي لمحكمة العدل الدولية. في تلك
الأيام كانت الحكومة الأسبانية قد بدأت تشك في تحركات سفيرها في الرباط مارتين غوميرو،
بسبب أنه تم شراؤه من طرف المملكة المغربية، وأصبح شبه موالي للأطروحة المغربية
ويروج لها، ولهذا لم يستقبله وزير الخارجية الأسباني كورتينا ماوري.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء