قد يكون المغرب
استفاد من مواجهاته ومعاركه الخاسرة مع أوروبا؛ فكلالمواجهات التي لها علاقة
بقضية الصحراء الغربية التي خاضها المغرب مع البلدان الأوروبية خسرها، ويعتقد أن
مضيه في أتجاه التصعيد والمعاكسة لن يجني منه سوى وجع الرأس والمزيد من الصدمات
واللكمات.. ففي نظر المغرب الآن أن التصعيد والمناكفة لن تجدي نفعا ومن الأفضل عدم
الخوض في أية منازلة لها علاقة بقضية الصحراء الغربية. فالمحللون المغاربة يعتقدون
الآن أن النرفزة والغطرسة مع البلدان الأوروبية في قضية الصحراء الغربية هي خاسرة دائما،
ومن الأفضل تجنبها بانتهاج سياسة التنازل بصمت سياسي وبدون ضجيج إعلامي. فهؤلاء
المحللون المغاربةيرون أن المعركة مع
هولندا حول اتفاقية الضمان الاجتماعي، التي طلبت هولندا أن يتم حذف الصحراء
الغربية منها، ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه من التوتر لو أن المغرب قبِل بصمت
ووقعها وحذف منها الصحراء الغربية. لو كان فعل ذلك كانت الأمور ستمر بسلام، لكن
غلظ الرأس المخزني والخطأ السياسي قاد إلى الصدام وإلى التراجع والانهزام في
الأخير. فالمعركة مع هولندا لم تفعل أكثر من أن جلعت الدول الاوروبية الأخرى تنبته
للقضية وتأخذها في الحسبان، وتبدأ هي الأخرى ترتيبات مماثلة لمراجعة اتفاقياتها مع
المغرب التي لها علاقة بقضية الصحراء الغربية المحتلة. من جهة أخرى جعلت تلك
المعركة المغاربة يحسون مرة أخرى ان بلدهم لا قرار سياسي له، وأنه منهزم في كل
معاركه. هؤلاء المغاربة الذين يفكرون هذا التفكير يعتقدون أن المغرب يمكن أن ينتهج
نفس السياسة مع قرار محكمة الاتحاد الأوربي؛ أي يوقع الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي
بصمت ويتم حذف الصحراء الغربية منه ون خسارة. في نظر المغرب أن حذف الصحراء
الغربية من الاتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي لن تغير في الأمر شئا ما دامت لا تؤثر
على تواجده في الإقليم، وما دامت لا تقود إلى أعتراف دول هذا الاتحاد بالجمهورية
الصحراوية..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء