ليس في صالح البوليساريو الآن- الآن فقط- الاستجابة للاستفزاز المغربي في الكركارات

Resultado de imagen de ‫الجيش الصحراوي‬‎يبدو أن ما حدث في الكركارات، أين تم استفزاز سافر للبوليساريو وتم خرق واضح لوقف إطلاق النار من طرف المغرب، هو محاولة متقدمة من محاولات الاستفزاز للطرف الصحراوي. فالمخزن يعرف جيدا أنه يجب عليه أن يقوم بعمل ما استفزازي حتى يعرقل المفاوضات المقبلة، وحتى يدحرج الوضع إلى الأمين العام القادم ويتخلص من بان كي مون، ويعرف، من جهة أخرى، أن البوليساريو قد يتم استفزازها بسهولة الآن، بسبب أنها كانت دائما تهدد أنه ستعود للحرب، والآن وقد جاءتها الفرصة ولم تستغلها ستفقد مصداقيتها ومصداقية تصريحاتها السياسية.
في الحقيقة، ورغم أن البوليساريو ستحاول أن تكتم غيظها وتبتلع الجمرة، لكن هناك نوع من الاستفزاز، إذا حصل، فلا مفر من الاشتباك والرد بالقوة. فحين يخرج الجيش المغربي من الجدار الرملي سيتم الاشتباك معه بكل تأكيد.      
ما قام به المخزن من استفزاز في الكركرات يبدو أن التعامل معه لا يجب أن يكون مثل التعامل مع خروج الجيش المغربي من الحزام. فما قام به المغرب من استدراج للبوليساريو في الكركرات قد لا يتم الرد عليه بالطريقة التي يتمناها كل صحراوي وهي إعلان الحرب. فحدث الكركرات، رغم أنه استفزاز وخرق مكتمل الأركان لكنه يأتي في سياق سياسي صعب يتطلب التريث ولو هذه المرة فقط. السياق الذي نعني هو أن الأمم المتحدة والولايات المتحدة تضغطان على المغرب كي يذهب إلى المفاوضات، ورغم أننا متأكدين أن تلك المفاوضات لكن تكون ذات فائدة، لكن من الناحية السياسية البحتة يجب إعطائها الفرصة بعدم الاستجابة للاستفزاز، وعدم الوقوع في الفخ. ففي المفاوضات المقبلة لن يكون هناك ذِكر ولو بسيط للحكم الذاتي، ولن يكون هناك مخطط جدي فوق الطاولة، وبالتالي سيتم رمي الكرة إلى ملعب الأمم المتحدة ومجلس الأمن. في مثل هذه الحالة – رمي الكرة في ملعب الأمم المتحدة- لن يكون هناك بد من الحديث عن الحل الديمقراطي وهو الاستفتاء. وبالتالي فحين تحدث الاستجابة للاستفزاز من طرف البوليساريو فهذا يعني أن جولة جديدة من المفاوضات في ظل رئاسة بان كي مون ستتقوض وهذا ما يطمح له المغرب. حين لا تتم الاستجابة للاستفزاز المغربي في الكركارات فهذا يعني أن الأمم المتحدة ستمضي قُدما في محاولة إجراء جولة جديدة من المفاوضات، وسيتم ترك خارطة طريق للأمين العام القادم. فالمخزن يريد أن يذهب بان كي مون دون إجراء جولة من المفاوضات، وهذا يعني نجاح تكتيكه وهو رمي الحجرة فوق سطح الأمين العام القادم الذي سيتم فرض عليه أن يبدأ من نقطة الصفر، وفي هذه الحالة سيربح المغرب سنوات من المماطلة.   


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء