قرار سيء بكل المواصفات



يعتبر قرار مجلس الأمن 2548 من أسوأ قرارات مجلس الأمن التي صدرت منذ 1975م الى اليوم. فبدل أن يُقدم حلا للجمود الذي تعرفه القضية زاد الجمود جمودا، وقد يكون القرار سببا مباشرا في تدهور الوضع الميداني خاصة أن البوليساريو رفضته. فالقرار لم يلزم حتى الأمين العام لتعيين مبعوث شخصي له، ولو يذكر الحل المنطقي الدينقراطي الذي هو الاستفتاء، وكان سيكون كارثيا أكثر لو لا تدخل روسيا وجنوب افريقيا اللتين خاضتا معركة كبيرة لمنع إدانة جبهة البوليساريو. هو قرار بعيد كل البعد عن ما وصلت إليه القضية الصحراوية من تطورات إلا أن الذي جعله يبتعد أكثر الموضوع هو موقف الولايات المتحدة التي أصبحت تصيغ كل القرارات الصادرة عن مجلس الأمن التي تخص الصحراء الغربية. فموقف الولايات المتحدة في بيانها وتبريرها للتصويت على القرار نجد انها عادت بنا الى الوراء حوالي عشر سنوات وخاصة الى فترة حكم بوش الأبن. من لغة بيانها المتراجعة والرجعية يمكن فهم إنها تغازل المغرب وتطمئنه بتبنيها لموقفه طمعا مساعدته في قضية التطبيع مع إسرائيل. فهذه أول مرة منذ عهد الرئيس بوش الإبن تثني الولايات المتحدة كل هذا الثناء على الحكم الذاتي رغم أن الجميع يعرف أن ذلك المشروع انتهى ولم يعد موضوعا على الطاولة. ولم تثني فقط على الحكم الذاتي، لكن أيضا اثنت على حل سياسي متوافق بشأنه وهو ما يبدو مستحيلا في قضية الصحراء الغربية. من خلال هذا التدخل غير الموفق من الولايات المتحدة يمكن أن نتوصل بسهولة الى فهم إنه نوع من الغزل السمج للمغرب كي يعلن التطبيع مع إسرائيل. فكما نعلم تتبع قضية الصحراء الغربية في الولايات المتحدة لمستشار الأمن القومي منذ الثمانينات وهو الذي يتصرف فيها كما يشاء. بهذا القرار الذي سيدوس عليه الشعب الصحراوي بحذائه العسكري يرتكب مجلس الأمن خطأ فادحا بتسببه في إشعال الحرب في الصحراء الغربية.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء