حصل للشعب الصحراوي، القليل الصامد، الشرف أنه كشف للعالم وجه الأمم المتحدة الحقيقي الذي ظل طويلا مختفيا خلف الكثير من الأقنعة والمساحيق. الكثيرون كانوا يعتقدون أن الأمم المتحدة هي حَكم حقيقي يعطي لكل ذي حق حقه، لكن الحقيقة هي غير ذلك. الأمم المتحدة هي مجرد نادي مصالح للبيع والشراء والكواليس فقط. الآن إذا ذكرتَ الأمم المتحدة لأي صحراوي يلعنها بالثلاث ويقول لك: اتفو، ويضيف أن الأمم المتحدة، خاصة في عهد غوتيريس، هي أخطر من الاحتلال المغربي. والواقع أن الأمم المتحدة أضرت بالقضية الصحراوية أكثر مما أضر بها الاحتلال المغربي نفسه. الآن توجد الأمم المتحدة في وضع لا تحسد عليه في قضية الصحراء الغربية وفي كل القضايا في العالم. فأمينها العام، غوتيريس، الذي يستحق أن يوصف بأقبح النعوت وينعت بأسوأ الأوصاف، يقف الآن مع الإحتلال المغربي في نفس الصف وفي نفس الخانة. فهو يعين مبعوثين أمميين الى سوريا وليبيا واليمن لكنه غير قادر على تعيين مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية لأنه يبحث عن مبعوث فاسد مرتشي مثله، وينتظر المغرب أن يعين له مبعوثا شخصيا. كل الشخصيات النظيفة النزيهة رفضت مهمة مبعوث شخصي إلى الصحراء الغربية بسبب قذارة هذه المهمة، وبسبب انحياز الأمين العام الواضح الفاضح للمغرب. فبسبب ضعف غوتيريس وتخاذله، قام المغرب بخرق وقف إطلاق النار فلم يدينه ولم يمنعه، وبقى يتفرج كأن ما حدث يقع في القمر. لقد ورط غوتيريس الأمم المتحدة في مستنقع كبير في الصحراء الغربية، وجعل مصداقيتها تصبح أمام امتحان خطير وعسير. ففي عهده فشلت المنظمة في الحفاظ على وقف إطلاق النار، وفشلت في المفاوضات وفشلت في تعيين مبعوث شخصي. في عهده، أيضا، اعطى للبوليساريو، بانحيازه وغبائه، الفرصة التي كانت تتحينها كي تعود إلى الحرب، وكي تعلن للعالم أن المنظمة فشلت وأنها لا تستحق، من الآن فصاعدا، أن تكون حَكما، وأنها أصبحت بلا مصداقية في قضية الصحراء الغربية، وأن مهمتها ستصبح ثانوية وهامشية ولن يستمع إليها أحد. هل يُعقل أن تطلب الأمم المتحدة الآن من الصحراويين العودة إلى المفاوضات وتقول لهم اوقفوا الحرب؟ ماذا ستفعل هي التي أعطيت لها فرصة ثلاثين سنة من المفاوضات واللف والدوران؟ لقد أصبحت هذه المنظمة خارج اللعبة، وكان للشعب الصحراوي شرف كشفها على حقيقتها. المشكلة أن غوتيريس، الذي يعتبر أسوأ أمين عام، يريد الترشح لعهدة اخرى هو الذي حدثت كل المشاكل في عهده.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء