بعد اعتراف ترامب الخاسر للمغرب بالسيادة المزيفة حول الصحراء الغربية، تم انتقاد تلك الخطوة من أكبر الشخصيات الأمريكية التي تعرف الملف مثل بيكر وبولتون وانهوف، والكثير من الأساتذة والسياسيين الأمريكيين ناهيك عن استهجان كل العالم لتلك الخطوة التي تنم عن فظاظة سياسية. الإدارة الأمريكية الحالية لديها الكثير من الفرص كي تتراجع عن قرار ترامب دون أن يلصق الغبار بوجهها. من بين الفرص الكثيرة نجد التذرع بالقانون الدولي، وثانيا بمصلحة أمريكا مع أكبر ثمانية دول في الاتحاد الأفريقي، وثالثا بسمعة أمريكا كدولة تُسوق انها محايدة تاريخيا في قضية الصحراء الغربية. لكن أهم من هذا كله هو أن اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية لم يكن قرارا طبيعيا مثلما حصل مع تطبيع الإمارات والبحرين. فالتطبيع مع الإمارات والبحرين حصل حين كان ترامب رئيسا- الإمارات طبعت في شهر غشت، والبحرين في شهر سبتمبر- أما التطبيع مع المغرب فجاء في الوقت بدل الضائع حين أصبح ترامب خارج السلطة- حدث في ديسمبر- بعد شهر من هزيمته. إذن، مثل هكذا قرار يجب أن تفسره إدارة بايدن إنه من جملة القرارات التي كان الهدف منها هو خلق المشاكل للإدارة الجديدة ويمكن تشبيهه بالهجوم على الكونغرس. هذا هو أكبر عذر يمكن أن تقدمه إدارة بايدن لإسرائيل، أما المغرب فهو خارج الحسابات.
تلميحات بيلكن وتلميحات وزير الدفاع الأمريكي الجديد قبلها، ومجهودات السيناتور انهوف وبيكر وبولتون ستعطي دعما قويا لبايدن كي يتراجع. لكن في نفس الوقت يجب أن نكون على علم أن قضية الصحراء الغربية، سابقا، ظلت دائما تتبع لكتابة الدولة للأمن القومي الأمريكي، وأن دور وزارتي الخارجية والدفاع الأمريكيتين فيها كان سابقا محدودا. هذا يعني أن ادارة بايدن قد لا تتعجل في مراجعة قرار ترامب حتى تهدأ الأمور، وتكتمل الدراسة التي يجب أن تقوم بها كتابة الدولة للأمن القومي الأمريكي. من عادات الولايات المتحدة الأمريكية أن السلطة فيها ليست هرمية، وفي حالة أن لا تصل القضايا إلى الكونغرس يجب أن تعطي فيها الجهة التي تتبع لها تلك القضية رأيا يكون هو عادة القرار الذي يمضي عليه الرئيس. في حالة قرار ترامب من قضية الصحراء الغربية، نعتقد أنه يجب سماع رأي كتابة الدولة للأمن القومي الأمريكي. في كل الحالات، أمام بايدن فرصة من ذهب هي التراجع عن قرار ترامب التعسفي غير المدروس. اذا تراجعت إدارة بايدن عن قرار الإدارة السابقة، يجب على الصحراويين أن يشكروا ترامب شكرا جزيلا لإنه أعطى لقضية الصحراء الغربية قيمة قانونية مضافة، واظهر إنها قضية ذات وزن كبير عند العالم وعند الولايات المتحدة. إذا حدث التراجع عن قرار ترامب سوف يرتاح الصحراويون من التخوف الذي كان يزعجهم وهو اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية. فبعد الآن سوف لن تعترف الولايات المتحدة الأمريكية للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، لأن الأمريكان سوف لن ينتخبوا رئيسا مجنونا مثل ترامب. إذا تراجعت إدارة بايدن سنشكر ترامب مرة أخرى لإنه فضح المملكة المغربية التي ظلت تتاجر بقضية فلسطين، وأظهر انها كانت تخون الفلسطينيين الذين كان بعضهم في زمن معين يقول: فلسطين عربية والصحراء مغربية.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء