مؤشر جديد أن قضية الصحراء الغربية لا تتبع للخارجية الأمريكية

 


كل الصحراويين ينتظرون، باهتمام كبير، ما ستفعله الإدارة الأمريكية الحالية بقرار ترامب العشوائي الذي اعترف بموجبه ب"سيادة" المغرب على الصحراء الغربية. في مقال سابق قلنا إنه قد يكون من السابق لأوانه أن تصرح الولايات المتحدة الأمريكية بموقفها من قرار ترامب على المدى القصير بسبب إسرائيل، وأنها لا بد أن تنتظر بعض الوقت، وأن هناك اعتقاد كبير ومؤشرات توحي أن القضية تتبع، منذ عهد طويل، لمستشار الأمن القومي وليس لوزارة الخارجية. كل أنظار الصحراويين مشدودة إلى كاتب الدولة للخارجية الأمريكي الجديد، بلينكن، عله يصرح بموقف ما لادارته حول الصحراء الغربية، لكن بدايات الرجل وتصريحاته يقرأ من ورائها أن ملف القضية الصحراوية في الادارة الأمريكية قد لا يكون من اختصاص وزارته. نعود قليلا إلى الوراء لنتذكر ما قاله بولتون في كتابه " الاستسلام ليس خيارا"، عندما قال إن "موقف ابراهامز اليوت المتعنت هو الذي جعل الإدارة الأمريكية تتراجع عن دعم الاستفتاء في الصحراء الغربية بحجة الخوف على النظام في المغرب". حينها كان ابراهامز اليوت هو مستشار بوش للأمن الوطني واستراتيجية الديمقراطية الشاملة وليس وزير الخارجية. نتذكر أيضا الدور الكبير الذي لعبه جون بولتون نفسه حين كان مستشارا للأمن القومي مع ترامب، وكيف كان يتدخل ويضغط كي يتم تحديد مهلة المينورصو أو يتم قطع التمويل عنها. 

الآن مع إدارة بايدن بدأت المؤشرات تظهر أن القضية ليست تابعة للخارجية. نأخذ المثال الأول، وهو تصريح بلينكن يوم التنصيب الموافق ل26 جانفي حين قال إن إدارته ستراجع قرارات ترامب في الكثير من القضايا، لكنه لم يذكر الصحراء الغربية بالاسم هي التي تعتبر قضية مفروض مراجعة الموقف منها. في ندوة بلينكن الصحفية الثانية، يوم 28 جانفي، اتضح أن ملف القضية قد لا يكون تابعا لوزارته. في تلك الندوة كرر بلينكن، مثل يوم التنصيب، أن إدارته ستراجع قرارات ترامب، وذكر اليمن والحوثيين وبيع السلاح، لكنه ارتبك أمام قضية الصحراء الغربية. تم توجيه له سؤالين عن القضية بالاسم لكنه تحاشى ذِكرها وتهرب من السؤال. هذا يعني شيئا من اثنين: أولا،  القضية لا تتبع له ولا لوزارته أو، ثانيا، القرار الترامبي هو محل دراسة عميقة ولا زالت الإدارة الجديدة حائرة أمامه بسبب ضغط إسرائيل القوي. في تقديرنا أنه لا بد من انتظار دراسة كتابة الدولة للأمن القومي الأمريكي لتعطي كلمتها في قرار ترامب من قضيتنا الوطنية. في كل الأحوال ما دام القتال لازال متواصلا فلم يعد مُهماً لا ترامب ولا بايدن. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 





يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء