ننطلق من القناعة النظرية والعملية والعلمية التي تقول طلقة واحدة في الحرب أو حجر واحد على حق يستطيع إفشال ألف مخطط سياسي عالمي. فحتى إذا كان الوضع الدولي مترديا، وكان في اسؤا حالاته، وكنا نحن قادرين على القتال ولو بالحجارة فلا خوف علينا ولا على قضيتنا. الوضع في الصحراء الغربية حاليا، على مستوى دولي وعلى مستوى الأمم المتحدة على ضوء المعطيات على الأرض، يمكن أن نقول، بتحفظ، إنه محتقن في الشق منه الخاص بالصحراء الغربية. على مستوى الأمم المتحدة، فشلت فشلا ذريعا، وارتكبت خطأ وهو إنها لم تستغل الفرصة التي أعطيت لها على مدى ثلاثين عاما لتحل القضية طبقا للقانون الدولي. الآن بعد عودة الحرب، لم تعد لها أبسط حجة تستطيع بها إقناع الشعب الصحراوي أنها تستطيع أن تلعب دورا جديدا هي التي فشلت على مدى ثلاثين سنة. فمنذ سنتين وهي عاجزة عن تحريك اصبعها واكتفت بدور المتفرج المشلول، ولم تستطيع أن تعين مبعوثا شخصيا، ولن تستطيع إقناع البوليساريو بالعودة إلى المفاوضات أو وقف وضعية الحرب. ورغم أن الكثيرين في العالم ينادون بتدخل الأمم المتحدة والعودة إلى المفاوضات من جديد وتعيين مبعوث شخصي إلا أن الرشاشات بدأت القصف ولا يمكن ارجاعها الى مخازنها من جديد. في حالة أن تحاول الأمم المتحدة أن تتدخل ستجد نفسها بين نارين: واحدة أن المغرب يشترط توقف الحرب للعودة إلى المفاوضات، والثانية أن البوليساريو ترفض وقف إطلاق النار بسبب فقدان الثقة في الأمم المتحدة التي خانتها وخذلتها لمدة ثلاثين عاما. ونحن نتحدث عن الوضع الحالي في الصحراء الغربية لا يمكن أن نغفل الموقف الأمريكي الجديد. فما فعل ترامب باعترافه الشخصي ب"سيادة" المخزن على الصحراء الغربية سيعقّد موقف إدارة بايدن لإنها ستجد نفسها أمام ضغوطات كبيرة تمارسها إسرائيل والمغرب والدول الخليجية كي تبقى محتفظة بموقف ترامب، لكن، من جهة أخرى، إذا احتفظت بموقف ترامب ستجعل دول المجلس الاخرى، خاصة روسيا، تنافسها في الأخذ بزمام الأمور وصياغة القرارات. المنطقي أن تتراجع إدارة بايدن عن قرار ترامب، لكن المتوقع هو أن تجمد اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، لكن، بالمقابل، تضغط كي يتم اعتماد الحكم الذاتي كحل وحيد في مجلس الأمن. فإذا جمدت الإعتراف فلن يكون ذلك بدون مقابل، والمقابل الوحيد على الطاولة هو الإعتراف بالحكم الذاتي. لكن في كل الحالات، ما يجري في مجلس الأمن لا يجب أن يكون مصدر تخوف وقلق للصحراويين لأن طلقة واحدة في الحرب يمكن أن تجعله يفشل.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء