منذ أعلن ترامب، بصفة احادية، عن اعترافه ب"سيادة" المغرب على الصحراء الغربية، لم تتوقف الانتقادات لتلك الخطوة المتهورة التي لا تنسجم مع الأعراف الدولية. حتى نصل إلى تعليق الخارجية الأمريكية الأخير، حول الصحراء الغربية، نبدأ من منشأ أو جذر المشكلة، وهو تويتر ترامب. ما فعل ترامب هو مجرد وضع بايدن بين الجدار والسيف أو بين غضب إسرائيل الذي هو السيف وغضب القانون الدولي الذي هو الجدار. قال ترامب في تويتره يوم 10 ديسمبر :"لقد وقعت اليوم إعلانا يعترف بالسيادة المغربية على الصحراء الغربية(..) وأن "اقتراح المغرب الجاد والواقعي للحكم الذاتي هو الأساس الوحيد لحل عادل ودائم لتحقيق السلام الدائم والازدهار!".
إلى حد الآن، لم يصدق أحد-بما فيهم المغرب نفسه-ان فعلا الولايات المتحدة الأمريكية اعترفت ب"سيادة" المغرب على الصحراء الغربية. العالم كله يعتبر أن ما فعل ترامب يدخل في إطار هذره الشخصي وصخبه الفارغ على تويتر، وأنه نوع من البحث عن إثارة الضجيج حوله هو شخصيا.
جاءت إدارة بايدن وفعلا ظهر إنها حائرة ومرتبكة ولا يوجد لديها تصور دقيق للتخلص من تويتر ترامب المزعج. يبدو إن هناك تريث طويل حتى يتم البت في هذا الأمر لوجود تناطح بين إسرائيل والقانون الدولي . قبل تصريح وزارة الخارجية الامريكية الأخير، تم وضع قرار ترامب في خانة القرارات التي يجب مراجعتها، لكن يجب أن نفرق بين المراجعة والإلغاء. فالمراجعة ليست هي الالغاء، بل قد تعني الإبقاء على القرار. ايضا، قبل تصريح وزارة الخارجية الأمريكية الاخير، قال القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في مدريد، كونراد تريبل، لجريدة الباييس يوم 20 فبراير 2021م،: إنها إحدى القضايا العديدة التي تجري مراجعتها. هناك محادثات مع جميع الجهات الفاعلة في إطار الأمم المتحدة". ذِكر "المراجعة" و"الأمم المتحدة" يعني انه لا يوجد شيء خارج إطار الأمم المتحدة، وأن الولايات إذا شاركت في العملية فيجب أن تكون محايدة. يومين بعد تصريح السفارة الأمريكية في اسبانيا، ردت الخارجية الأمريكية باسم المتحدث بإسمها، نيد برايس، فقال: "ستواصل دعم مسار الأمم المتحدة لتطبيق حل عادل ودائم لهذا الخلاف طويل الأمد(..) وسندعم عمل بعثة الأمم المتحدة بالصحراء الغربية (المينورسو) لتنظيم الاستفتاء ومراقبة وقف إطلاق النار وتفادي العنف بالمنطقة”. هذا رد صريح على التصريح الأول لأنه لم يذكر المراجعة إنما ذكر فقط " دعم الولايات المتحدة الأمريكية لبعثة الأمم المتحدة وبعثتها لتنظيم الاستفتاء". فإذا كان ترامب ذكر الحكم الذاتي فإن إدارة بايدن ذكرت الاستفتاء وهو مصطلح لم يذكره أي مسؤول من مجلس الأمن منذ زمن طويل. ورغم ما في التصريح من نقاط إيجابية إلا إنه يبقى تصريح غير كاف في نظر الصحراويين، وحتى يمكن أن يوصف إنه تصريح خائف ومهتز وحذر، ويقف بين كفتي الميزان. ربما بدأ البعض يتحدث أن الولايات المتحدة، وحتى تتخلص من الورطة، يمكن أن تفرض حلا للقضية، لكن هذا لا يبدو إنه متوازن لأنه لا أحد يمكن أن يفرض على الصحراويين حلا لا يريدونه خاصة إنهم الآن، هم وحلفائهم، في وضع جيد. مادام الصحراويون يستطيعون القتال ولو بالحجارة فلا توجد قوة تستطيع أن تفرض عليهم حلا لا يقبلون.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء