بعد إعلان الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية بتاريخ 27 فبراير 1976م، حدثت مفاجأة كبيرة لم يتوقعها أحد، وهي أن أول دولة اعترفت بها كانت جزيرة معزولة عائمة في المحيط الهندي هي دولة مدغشقر. فحين تحدثت الإذاعة الصحراوية عن اعتراف جمهورية مدغشقر بالجمهورية الصحراوية لا بد أن الصحراويين، كلهم، تساءلوا عن أين تقع جمهورية مدغشقر. الحديث الآن عن مدغشقر أوحاه وفاة ديدي راتسيراكا، الرئيس الذي اتخذ قرار الاعتراف بالجمهورية الصحراوية منذ حوالي خمسة وأربعين سنة. بذلك الإعتراف دخلت مدغشقر ودخل ديدي راتسيراكا التاريخ الصحراوي والافريقي الخالد. ولم يكتفي ديدي راتسيراكا بالاعتراف بالدولة الصحراوية فقط والسكوت أو الركون إلى الظل والانطواء في المحيط الهندي، لكن واصل دفاعه عنها حتى راءها تنضم إلى منظمة الوحدة الإفريقية. وظفّ ديدي راتسيراكا كل مجهوداته، ووظف صحافته ودبلوماسية بلده للدفاع عن القضية الصحراوية دفاع الأبطال. أكثر من سبع مرات تدخل امام الجمعية العامة ليخصص خطابه، كاملا، للقضية الصحراوية، وينتقد الدول التي تدعم المغرب حتى الكبيرة منها مثل الولايات المتحدة الأمريكية. في خطابه يوم 19 جويلية 1978م، أمام منظمة الوحدة الإفريقية، كان أول رئيس يقول كلمته الشهيرة: إننا نرحب بالدولة الصحراوية المستقلة بيننا." خاض معارك كبيرة وكثيرة في المحافل الدولية للدفاع عن القضية الصحراوية، وأشهرها على الإطلاق انتقاده اللاذع الصريح للولايات المتحدة الأمريكية في شهر نوفمبر سنة 1979م بسبب دعمها للمغرب بالسلاح. شن حملة شرسة إعلاميا ودبلوماسيا ضد الولايات المتحدة في وقت كان الكثير من الدول يخشاها ويتملقها، وبعث مذكرة مطولة إلى الخارجية الأمريكية ينتقد فيها موقفها المتواطئ مع الإحتلال المغربي. حضر كل المؤتمرات الإفريقية للدفاع عن القضية الصحراوية، وفقط حين أصبح خارج السلطة ادعى المغرب، في أبريل 2005م، و2006م، أن مدغشقر جمدت اعترافها بالجمهورية الصحراوية. رحم الله الفقيد ديدي راتسيراكا، فقد كان بطلا جريئا يدافع عن الحق حتى لو لم يكن يعرف أهله.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء