كان للشعب الصحراوي الشرف التاريخي انه جعل مجلس الأمن، الذي ظل يخدع العالم عقودا من الزمن إنه قوة تحفظ الأمن، يظهر على حقيقته وهي إنه لا يتعامل بالديمقراطية ولا قانون له، وكلما هناك هو قانون الغاب. العالم الآن أمام وضع خطير وهو أن الأمم المتحدة فشلت وأصبحت متجاوزة أو كانت كذلك، منذ زمن، لكن لم تظهر لنا نحن على حقيقتها إلا بعد التعامل معها.. اجتماع مجلس الأمن الأخير حول قضية الصحراء الغربية، وفشله، كالعادة، في التفاهم حول التحكم في الوضع في الصحراء الغربية يضع العالم أمام وضع مقلق وصعب. هذا الإجتماع، بسبب تفاهته، يجعل المتتبع حين يعود بمخيلته إلى رموز وشعارات الدول ذات العضوية الدائمة وذات الفيتو في مجلس الأمن، يجد انها كلها رموز حيوانات مفترسة أو غبية. رمز بريطانيا هو ثلاثة فهود مفترسة، الولايات المتحدة الأمريكية رمزها هو حمار أو فيل، الصين رمزها هو تنين، روسيا رمزها هو دب، وأخيرا، فرنسا رمزها هو ديك. نستبدل في أذهاننا ممثلي دول مجلس الأمن الآدميين بالحيوانات التي ترمز لهم. يصبح الاجتماع يضم حمارا، ديكا، دبا، فهدا وتنينا. هذه الحيوانات سوف لن تتفق أبدا ولن تتفاهم بسبب توحشها وتباعدها الخلقي. المشكلة في اجتماع الحيوانات التي نتخيل حلولها محل ممثلي الدول ذات العضوية الدائمة في مجلس الأمن، أن الديك، الذي يعيش على الزرع الأفريقي، هو الذي كان سيد الجلسة، وهو الذي كان يلوح بالفيتو مانعا الحيوانات الأخرى، رغم قوتها وضخامتها، من الحديث.
وحين نعود إلى مجلس الأمن الحقيقي مندهش لأننا سنجد أن دولة مثل بريطانيا أو فرنسا لم يعد لهما دور في مجلس الأمن لعدم وجودها في الساحة السياسية والاقتصادية، كما سيظل من المجحف وغير العادل تغييب كل من قارتي إفريقيا وأمريكا اللاتينية من مجلس الأمن، ولماذا لا يكون لهما صوت كقارات. المحير أكثر هو كيف ان الإتحاد الأفريقي واتحاد أمريكا اللاتينية لا يطالبان بحقهما في حصول قارتيهما على صوت في مجلس الأمن أو ينسحبان من الأمم المتحدة التي لا طائل منها، وإلى متى ستظل هذه الدول تملأ القاعات وتهز رؤوسها بنعم. حين ننتهي من هذا التفكير نعود إلى تخيل إجتماع مجلس الحيوانات ونضحك.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء