الطيران الإسرائيلي المٌسير في الصحراء الغربية

 


استشهاد القائد الميداني في جيش التحرير الشعبي الصحراوي ، الداه البندير، بواسطة طائرة مسيرة يفضح التجاهل الذي ظل المخزن ينتهجه إتجاه الحرب في الصحراء الغربية التي اندلعت منذ شهور. هذا الحادث كشف النقاب أن الجيش المغربي يتعرض يوميا للهجمات، وأن فعلا القادة والجنرالات المغاربة الذين يقول المغرب إنهم ماتوا بكورونا أو بالافاعي ماتوا في المواجهات. لكن إذا كان الحادث المذكور كشف حقيقة المشاركة المغربية في الحرب، فإنه، من جهة أخرى، كشف حقيقة أخرى أكبر ظل الصحراويون يتكتمون عليها أو يتجاهلونها، وهي إن الطيران الإسرائيلي المُسير مشارك في الحرب، وهو الذي سبَّب، إلى حد الآن، في استشهاد وجرح أكثر من سبعة مقاتلين من بينهم البطل الداه البندير. إذن، نحن الآن نتعامل مع وضع جديد، وهو أن المغرب استنسخ الطريقة الإسرائيلية في الحرب، وأصبح يطبقها في الصحراء الغربية. فكما نعلم، طريقة إسرائيل في حربها ضد حزب الله وغزة وإيران أصبحت تعتمد على الطيران المٌسير وضرب الأهداف بدقة متناهية، وتوجيه ضربات انتقائية للقادة والزعماء في الضفة المعادية. استهداف الطيران المُسير لسيارة الداه البندير والقادة الميدانيين معه، يجعلنا لا نستبعد فرضية اللجوء إلى الانتقائية في استهداف القادة المهمين الصحراويين تطبيقا للخطة الإسرائيلية. وحين لا نستبعد فرضية الأهداف الانتقائية، فهذا يجعلنا نوسع مساحة الفرضيات لنضيف إليها فرضية الاختراق. كما نعلم، أيضا، الطيران الاسرائيلي المُسير يحتاج لتوجيه من مكان تواجد الهدف/ الشخص المستهدف. يكفي مثلا بعث صورة للسيارة التي تقل هذا الشخص الذي سيتم استهدافه، وفي دقائق تسقط القذيفة على رأسه.

الاحتمال الكبير عند مقاتلي جيش التحرير الشعبي الصحراوي أن الطيران الذي يقصفهم كل يوم هو طيران إسرائيلي، وهذا يقود، أيضا، إلى أن مُسيِّروه هم إسرائيليون  يتواجدون في محطات التوجيه خلف حزام الذل. فكما هو معلوم، إسرائيل لن تسمح للمغاربة بمعرفة أسرار هذا السلاح الخطير، ولن تدربهم على استعماله أو تسمح لهم بالحصول على هذه التقنية السحرية. إذن، بما أننا نستبعد فرضية الفرنسيين والأمريكيين، تبقى أمامنا فرضية إسرائيل وحدها، بما انها هي التي تمتلك هذه التقنية وزودت المغرب بها، مؤخرا  كنتيجة التطبيع. لكن رغم ذلك، لا يمكن استبعاد أن وجود إسرائيل لنجدة المغرب هو تكتيكي ومؤقت  لإنها لا تستطيع أن تعيش وضعية حرب استنزاف طويلة منتظرة في الصحراء الغربية، ولا تستطيع تحمل النفقات ولا المناخ. وجود قواعد إسرائيلية في الصحراء الغربية لتوجيه الطيران لن يطول بسبب أن تل أبيب لن تربح أي شيء من هذه الحرب لأن العقيدة الإسرائيلية مبنية على الربح، وفي صحرائنا لا يوجد ربح، كما أن الإسرائيلي وأجهزته المتطورة لن يصمدوا هناك بسبب قساوة الظروف الحياتية. 

حسب المعلومات الواردة من ميدان المعركة توجد، احتمالا، ثلاثة أنواع من الطائرات الإسرائيلية المُسيرة في الصحراء الغربية: واحدة للكشف وواحدة للتصوير وواحدة للقصف، وأن ثمنها دفعته الإمارات التي تتحمل النفقات اليومية للحرب. 

ورغم أن البوليساريو-إلى حد الآن- واحتراما لمصداقيتها، لم تشير أو تذكر إسرائيل كشريك علني للمغرب في الحرب في الصحراء الغربية إلا أن الواقع كشف كل شيء. الخلاصة: لتحافظ على مقاتلينا وخاصة القادة الميدانيين المهمين من هذه الآفة.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء