مثلما رأينا
في وثيقة سابقة أن الولايات المتحدة الأمريكية قدمت مشروع قرار لمجلس الأمن بتاريخ
19 أكتوبر 2007م، وفيه أثنت على المقترح المغربي للحكم الذاتي، وقالت أنه يصلح كي
يكون قاعدة لمفاوضاوت مباشرة بدون شروط بين الطرفين المغربي والصحراوي.
مشروع
القرار ذاك أثار حفيظة الجزائر فتقدمت باحتجاج لسفارة الوللايات المتحدة في
الجزائر. فطبقا لتقرير من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في الجزائر العاصمة
بتاريخ 23 أكتوبر 2007م، تحت رقم 07algiers1550_a، فإن المدير المكلف العلاقات الدولية في وزارة
الخارجية الجزائرية رشيد بلدهان تقدم للسفارة الأمريكية بأحتجاج جزائري قوي. وحسب
التقرير فإن المسئول الجزائري أخبر السفير الأمريكي أن الجزائر مستاءة، وأنها على
علم تام بما جرى في جلسة مجلس الأمن، وعلى علم بمشروع القرار الأمريكي، خاصة
الفقرة 7التي تؤيد الحكم الذاتي، وتعتبره قاعدة جيدة للتفاوض المباشر. وقال
المتحدث الجزائري رشيد بلدهان في أحتجاجه أن الفقرة المذكورة- 7- غير مقبولة، وغير
متوازنة ولا تساعد على أي تقدم، وأن مشروع القرار ذاك يقوض مجهوات المبعوث الشخصي
فان ولسوم.. ويمضي التقرير قائلا أن المتحدث الجزائري قال للسفير الأمريكي أن البوليساريو
سوف لن تقبل ان تكون قاعدة المفاوضات هي الحكم الذاتي، وأن يجب أن تتم معاملة
مقترحي الطرفين بنفس المساواة..وأبدى السيد رشيد دهشته حيال تغيير الولايات
المتحدة لموقفها، وانها تعاملت مع الموضوع بالكثير من البرغماتية.. وحسب التقرير
دائما فإن السفير الأمريكي رد أنه سيحاول أن يحصل على إجابات حول ملاحظات الجزائر،
لكنه يظن أن الولايات المتحدة ترحب دائما بالمفاوضات المباشرة التي تؤدي إلى حل
حقيقي، والمغاربة وضعوا على الطاولة مقترحا مفصلا بينما البوليساريو لم تفعل؛ أكثر
من ذلك، حسب السفير الأمريكي، المغاربة أوضحوا أن مخطط بيكر غير مقبول بالنسبة
لهم، في حين تصر البوليساريو أن يكون هذا المخطط هو قاعدة أية مفاوضات.. وحسب
التقرير فإن فإن السفير الأمريكي طلب من الجزائريين إن كانت لديهم أفكار جديدة
تساعد الطرفين لتجاوز الانسداد. رد بن دهان رشيد أن الجزائر والبوليساريو يضعون
ثقتهم في مسلسل الأمم المتحدة لتصفية الاستعمار، وأن هذا المسلسل يجب أن نعطيه
الوقت الكافي، لإنه في بعض حالات تصفية الاستعمار استمر المسلسل قرون من الزمن..
حسب تعليق ورد في التقرير فإن تفسير ذلك يعني أن الجزائر تستطيع أن تقاوم احتلال
المغرب للصحراء الغربية قرونا من الزمن..ويستنتج التقرير أن المسئولين الجزائريين
الكبار متشبثون بفكرة التحرير، وإيدولوجيا هم متفقون ويحاولون إقناع الجميع
بافكارهم..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء