المقاومة الصحراوية السلمية: ملحمة كديم إزيك: التنظيم الفائق( دراسة يتبع)

تم بناء المخيم بطريقة منظمة تشبه إلى حد بعيد طريقة بناء المخيمات فياللجوء. وبالإضافة إلى التنظيم الشكلي كانت هناك قدرة كبيرة على التحكم في التنظيم البشري في المخيم. فحسب ما كتبه أحد الذين عاشوا الحدث، الكاتب والناشط الحقوقي سعيد البيلال نجد ما يلي:

" تم تنظيم العنصر البشري في المخيم على النحو التالي: توزع على لجان هي:

اللجنة التنسيقية: تشرف على تأطير وتنظيم المخيم الذي قسمته إلى عدة دوائر وقامت بتحديد بوابات الولوج والخروج منه وإليه، ومن بين مهامها الكثيرة السهر على التنسيق بين جميع اللجان فيما بينها وبين هذه اللجان والنازحين الصحراويين،كما أنها تشرف على التصدي لمخططات العدو ومناورات عملائه والمندسين بين ثنايا المخيم من خلال التوعية والتعبئة والتفطن والجاهزية والتحذير والتنبيه والالتصاق بالقاعدة.

لجنة التفاوض: لجنة مكلفة من طرف النازحين بالمخيم بالتفاوض مع سلطات الاحتلال، لها صلاحيات الحوار دون التقرير، تعود في كل صغيرة وكبيرة للجماهير الصحراوية بالمخيم التي لها الكلمة الأولى والأخيرة، ولا يمكن لأي كان من خارج هذه اللجنة التحدث باسم النازحين أو تمثيلهم أو التفاوض نيابة عنهم.

لجنة الإعلام: مهمتها الإشراف على التغطية الإعلامية الشاملة للمعركة بكل حيثياتها وتفاصيلها، وتبليغ النازحين بالجديد بخصوص قضيتهم وآخر التطورات، إضافة إلى التنسيق مع كل وسيلة إعلامية تود تغطية الشكل ويومياته، فلا تسمح للأبواق الإعلامية المغربية المنحازة والمأجورة بالولوج أو التغطية، كما أنها لا تسمح لأي كان بالتقاط أية صورة أو فيديو أو إجراء اي حوار مع أي من النازحين إلا بموافقتها وبإشرافها وتحت أعينها، من أجل تفادي الاستغلال المغربي للحدث وتفويت الفرصة على عملائه وأبواقه وأذنابه.

اللجنة الطبية: تتكون من أناس ليسوا أطباء ولا ممرضين، بل فقط متطوعين صحراويين لديهم الحد الأدنى من الإلمام بالاسعافات الأولية، ولديهم بعض الأدوية البسيطة للحالات المرضية العادية كالزكام والبرد ....الخ.

لجنة التموين: تشرف على التموين، حيث تتكلف بإيواء وتغذية أفراد اللجان التي تشرف على المخيم، وتموين بعض النازحين المحتاجين بقدر الامكان، حيث تعمل على تنسيق الجهود مع المتضامنين الصحراويين من تجار وعمال وموظفين وداعمين بالمدن المحتلة لجمع التبرعات العينية والمالية.

لجنة النظافة: تشرف على نظافة المخيم، حيث يسهر المتطوعون بها على كنس وتنظيف كافة جنبات المخيم مستعينين بسيارات ذات الدفع الرباعي (لاند روفر) خاصة ببعض النازحين، حيث يتم جمع الأزبال بها ورميها خارج مدار المخيم.

شرطة المخيم: وهي لجنة مكلفة بالأمن بها المئات من الشباب الصحراوي بزيهم الموحد بلون موحد، تسهر بنضج ودراية وإلمام على استتباب الأمن بكل جنبات المخيم في الليل والنهار، تراقب عن كثب الوضع داخل وخارج المخيم، ويرابط العديد من أفرادها ببوابات المخيم مهمتهم توقيف الداخل والخارج والتحقق من الهوية وتفتيش السيارات، كما أنها تعتقل كل من يخل بالضوابط والآداب العامة والنظام العام وتطرده وتبعده من المخيم.(33)

في أيام قليلة وجدت سلطات الاحتلال المغربية نفسها في ورطة. وصلت أخبار انتفاضة كديم إزيك إلى العالم كله، لكن مع ذلك لم يكن أحد يتصور أن هذه الانتفاضة ستكون بمثابة السنونو التي تبشر بانتفاضات الربيع العربي الذي سيطيح، فيما بعد برؤوس وبرؤساء كُثر في بلدن عربية كثيرة. كانت انتفاضة كديم إزيك كبيرة، تحدث في مكان مكشوف بعيدا عن الشوارع وعن كاميرات الصحافة: 20 الفا مواطن يهتفون بسقوط الاحتلال ورحيله، يلومون الأمم المتحدة ويطلبون منها أن تراقب حقوق الإنسان وتمنع نهب الثروات. حدثت معركة حقيقية بين المتظاهرين وقوات الاحتلال في تلك الصحراء البعيدة عن أية تغطية صحفية. 

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest