نبض التاريخ: تبني الجمعية العامة القرار 2229(د21) سنة 1966م بناءا على مقترحات أسبانية

Resultado de imagen de ASAMBLEA GENERAL UNO 1966اثناء مداولات اللجنة الخاصة في صيف وخريف 1966م ظهرت بوضوحغلبة الاقتراحات التي تؤيد دراسة قضية الصحراء الغربية منفصلة عن منطقة افني، فهي وطن مستقل بذاته تاريخيا وحضاريا ولشعبه الحق قانونيا ان يقرر مصيره.
قبل انعقاد قمة الجمعية العامة السنوية، بعثت أسبانيا رسالة عاجلة بتاريخ 8 سبتمبر 1966م الى ريئس اللجنة الخاصة الأممية تقول له فيها:" لقد قررت الحكومة الأسبانية تطبيق مبدأ تقرير المصير في مستعمرتها الصحراء الغربية، وتقوم الان بالتحضيرات الضرورية للسماح للسكان بالتعبير عن إرادتهم دون ضغط مهما كانت طبيعته، لكن التحضيرات تتطلب بعضا من الوقت نظرا للطبيعة البدوية للسكان وبعض الظروف الخصوصية للإقليم."
من محتوى الرسالة نحس ان إيقاع السياسة الأسبانية تحول من التماطل الى التسارع، بعد تصريحها امام الجمعية العامة بعزمها على التحضير للاستفتاء في الصحراء الغربية. ففي يوم 7ديسمبر 1966م صرح ممثل اسبانيا في الامم المتحدة:" فيما يخص الصحراء الغربية، فإن اسبانيا قد وعدت بتطبيق مبدأ تقرير المصير واكدت  هذا الوعد في رسالة بعثتها الى الامين العام بتاريخ  8سبتمبر 1966م . إن اسبانيا ترغب في ان يقرر شعب الاقليم مستقبله وحده، وأضاف ان بلده على استعداد للتشاور مع الامين العام لتعيين لجنة تتكون من أشخاص محايدين للوقوف على الوضع السائد في المنطقة، والتأكد من تطلعات السكان الاصليين نحو مستقبلهم. وبناء على الرسالة الأسبانية وتصريح ممثلها الدائم تبنت الجمعية العامة القرار التاريخي الشهير رقم 2229(د21) يوم 20ديسمبر 1966م ومنه نقرأ النقاط التالية المهمة":
4- تدعو الجمعية العامة القوة الاستعمارية( أسبانيا) وبالتشاور مع المغرب وموريتانيا وأي اطراف اخرى مهمة( الجزائر) الى توفير الظروف الملائمة لتنظيم استفتاء تحت اشراف الامم المتحدة يسمح للسكان الاصليين للاقليم بممارسة حقهم في تقرير المصير بحرية من خلال:-
- أ) تهيئة مناخ سياسي ملائم حتى يجري الاستفتاء في ظروف حرة وديمقراطية وغير منحازة من بينها عودة المنفيين الى الاقليم.
ب) اخذ كل المقاييس الضرورية ليسمح للسكان الاصليين وحدهم المشاركة في الاستفتاء.
-ج) تجنب اي عمل مهما كانت طبيعته من شأنه ان يؤخر مشروع تقرير المصير في الصحراء الغربية.
د) توفير كل التسهيلات الضرورية لبعثة الامم المتحدة حتى تستطيع المشاركة في تنظيم الاستفتاء.
5) ترجو الامين العام ان يشرع في مشاوراته مع القوة الاستعمارية واللجنة الخاصة وان يعيين في اسرع الاجال بعثة خاصة الى الصحراء الغربية من اجل الوقوف على مقاييس عملية تخص التطبيق الكامل للقرارات المنبثقة عن الجمعية العامة وخاصة ان توضح الى اي مدى يمكن ان تساهم الامم المتحدة في التحضيرات والاشراف على الاستفتاء وان تقدم تقريرا عاجلا الى الامين العام الذي ينقله بدوره الى اللجنة الخاصة.*
كان القرار ايجابيا تقريبا فيما يخص تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية، ولا ضباب دونه، وحين نحاول ان نقوم بقراءة لما وراء سطوره نرى انه قرار يقدم حلا وسطا بين كل الاطراف المتنازعة على الصحراء الغربية، وبإتخاذ الامم المتحدة له بهذه الصيغة، فهي تحاول ان تقدم عذرا غير كامل لما بدر عنها من تاخير وعدم الحاح وتردد بخصوص تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية او على الاقل ادراجها  ضمن قائمة الدول غير المستقلة. تمت المصادقة على القرار بحماس، ويؤخذ عليه انه مبني على اقتراحات اسبانية محضة وردت في رسالة الحكومة الاسبانية الى الامين العام للامم المتحدة  في 8 سبتمبر 1966م وفي تصريح ممثل اسبانيا الدائم امام الجمعية العامة يوم 7 ديسمبر 1966م، مثل ارسال بعثة اممية الى المنطقة واعطاء الوقت الممكن لترتيب شوؤن الخيمة الصحراوية، اما المأخذ الثاني عليه فهو اشراك المغرب وموريتانيا في التحضير للاستفتاء بالتعاون مع الامم المتحدة وهما البلدان اللذان طالبا مسبقا بضم الصحراء الغربية اليهما. من جهة اخرى يظهر عليه نوع من التناقض وعدم الوضوح في بعض نقاطه مثل عبارات"  عودة المنفيين الى الاقليم" وعبارة " مشاركة السكان الاصليين وحدهم في تقرير مصيرهم"

ورغم ايجابية القرار بنسبة 90بالمائة الاً ان هذه الملاحظات تعتبر لطخات سوداء شوهت بياضه، وسهلت الى حد ما تنفيذ أسبانيا لسياستها لاحقا في المنطقة. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء