لم يهضم
أحد لا من السويد ولا من الاتحاد الإفريقي ولا من الصحراوييين ولا حتىمن المغرب،
قرار السويد بالتراجع عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية. يحس السويديون التقدميون
الآن بالكثير من وقْعِ الخذلان على نفوسهم وعلى تاريخهم هم الذين كانوا دائما في
المقدمة حين يتم الحديث عن حق الشعوب في تقرير المصير. فزعيمهم الذي أصبح أمينا
عاما للأمم المتحدة داغ همر شولد تم أغتياله فقط لإنه كان يدافع عن حق الشعوب في
تقرير المصير، ودفع حياته ثمنا لمواقفه؛ وريدبيك دفع ثمن منصبه في سنة 1976م بسبب
أنه عارض احتلال الصحراء الغربية، ويعترف الصحراويون لرئيس الوزراء السابق اولف
بالمه بمواقفه التقدمية والشجاعة من قضية الصحراء الغربية، كما يعترفون للمستشار السويدي
هانز كورل انه كان شجاعا حين أصدر توصيته سنة 2002م، والتي قال فيها أن المغرب هو
قوة استعمارية لا سيادة لها على الصحراء الغربية، ولا حق لها في نهب الثروات
الصحراوية. الجميع، بما فيهم السويديين، كانوا يظنون أن الحكومة السويدية الحالية
ستكون متبصرة وستسير على خطوات داغ همر شولد وريدبيك وهانز كورل واولف بالم. الآن
حسب بعض المواقع السويدية التقدمية هناك نشطاء سويديون من وزن ثقيل يريدون تنظيم
ندوة مهمة في قلب استوكهولم حول الأسس القانونية التي تم على أساسها تأسيس الدولة
الصحراوية، وماهي المقومات التي تتوفر عليها. فحسب الصحفي السويدي دومينش المقيم
في مدريد في موقعه فإن هذه الندوة تبعث برسالة قوية إلى الحكومة السويدية التي
تجاهلت الأسس القانونية في قضية الاعتراف بالدولة الصحراوية.. فالتقرير الذي بنت
على أساسه الخارجية السودية "حججها" حتى لا تعترف بالدولة الصحراوية هي
فقيرة ولم يتم التطرق إلى أي شيء مقنع. فحتى حجة أن الدولة الصحراوية لا تسيطر على
معظم أراضي الصحراء الغربية هي واهية بسبب أن السويد أعترفت بالدولة الفلسطينية
وهي لا تسطير على معظم الأراضي الفلسطينية، والفلسطينيون الموجودون تحت الاحتلال
هم أكثر من الذين يوجدون تحت إدارة الدولة الفلسطينية..
ولا يحس السويديون فقط بالغبن أن حكومتهم تجاهلت
القانون الدولي في الصحراء الغربية، إنما، وهذا محزن، أنها رفعت من معنويات دويلة
غير شريفة ومحتلة وغير شكورة. فالمغرب، رغم تراجع السويد، لم يغير من موقفه
أتجاهها، وبقى يعاملها على أساس أنها عدوة، ومتخوف أنها يمكن أن تراجع موقفها مرة
أخرى.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء