كلمة قالها الصحراويون بعد إقدام البوليس
الاسباني على قتلمجموعة من الخيول العربية الاصيلة يمتلكها احد الصحراويين سنة 1969م. ففي
ليلة ربيعية كانت مجموعة من الخيول تركض في احد شوارع مدينة العيون تدق بحوافرها
الشارع في الليل وتصهل، فازعج ذلك الفعل احد قادة الشرطة الاسباينة فأمر رجاله
باطلاق النار عليها واردوها قتيلة تسبح في دمائها في الشارع. في الايام الموالية
احتج الصحرايون احتجاجا جماعيا امام مقر البلدية في العيون فقال احدهم ملمحا الى
الغدر الاسباني الكامن وراء ذلك الفعل الدنيء:" من يقتل الخيول العربية
الاصيلة يقتل البشر."
كل ما فعلته اسبانيا من سياسة استيطانية كان
ماراطونا ضد عقارب الساعة التي تجري عكس سياسة الاستعمار. الوقت يمر والبعثة لم
تزر الصحراء وانتهت سنة 1967م دون جديد سياسي لصالح مستقبل المنطقة وقرار 2229
وُضع في الارشيف.
من جهة ثانية التهب الوعي في رؤوس السكان
الصحراويين وبقوا واقفين على الجمر في انتظار ان تفعل الامم المتحدة اي شيء. حين
لم يحدث اي جديد ولم تلوح بارقة امل في السماء الصحراوية الصافية رد الصحراويون
على تعطل سير عجلة تقرير المصير، فتاسست حركة تحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب
سريا يوم 12 ديسمبر سنة 1969م، لتحرك التماطل الاسباني، ولتشعر العالم بوجود الشعب
الصحراوي، وتكشف سياسة اسبانيا اللاتفافية على مستقبل الاقليم. أسس الحركة شاب
صحراوي اسمه محمد سيد براهيم بصيري، درس الصحافة في المشرق وتشبع بالافكار التحررية
الثورية فعاد ملتهبا حماسا وغضبا على الاستعمار. ونظرا لحظر الصحافة العربية في
الصحراء فقد دخل المغرب "وبدأ يكتب مقالاته عن الصحراء الغربية في جريدة
لصديق له اسمها "الاساس"، وبعد فترة أسس جريد خاصة به عنوانها "
الشموع"، لم تستمر طويلا لمضايقة السلطة المغربية لها، فاوقفها وعاد يكتب في
جريدة الاساس من جديد"، وحين أحس ان السلطة المغربية تحرض المعارضة والشارع
للمطالبة بالصحراء الغربية خفية، وتخطط لذلك بجد، كتب مقالا شهيرا في نفس الجريدة
عنوانه" الصحراء للصحراويين"، فتمت مصادرة الجريدة من طرف السلطة،
وطالبت برأسه، فاخبره صديقه ريئس تحرير الجريدة بامر القبض عليه ففر مختفيا الى
الصحراء الغربية بدون اوراق. أخبرت السلطات المغربية السلطات الاسبانية بامر دخوله
غير الشرعي، وطلبت منها إعادته الى المغرب لمحاكمته، فالقي القبض عليه وسجن لمدة
شهر ثم سمح له اخيرا بالاقامة المؤقتة في الصحراء بدون اوراق بعد تدخل افراد
صحراويين لدى السلطات الاسبانية لإطلاق سراحه. في سنة 1968م كتب مذكرته المعنونة
ب" المنظمة الطليعية لتحرير الصحراء" وكان يقول دائما لزملائه:" ان
تلك المنظمة التي تكلمت عنها في مذكرتي هي حركة تحرير الساقية الحمراء ووادي
الذهب".
اول عمل فكر فيه هو ابطال عملية الالتفاف
السياسية التي تنسج أسبانيا خيوطها حول الصحراويين، وكان يؤجل انطلاقة الكفاح
المسلح الى سنة 1973م". قام باتصلات سرية مع الوطنيين الصحراويين الذين خاب
املهم في الوعود السياسية الاسبانية الزائفة والقرارات الاممية، وشرح لهم المخططات
الاسبانية، وكانت سياسة حركته تنقسم الى قسمين، الاول ان يحاولوا اقناع السلطات
الاسبانية سلميا بالرحيل النهايء عن الصحراء دون مناقشة اية حلول تقترحها اسبانيا،
والثاني هو الكفاح المسلح، مع احتمال مسبق،
أن أسبانيا سترفض اي انسحاب. وبداؤا فعلا
يحضرون للعمل العسكري بالتخطيط لإرسال
وحدات متدربين الى الخارج وجمع السلاح، ومحاولة الاتصال بالدول المجاورة، ورغم ان
عمر الحركة كان قصيرا الا انها اخلطت الاوراق على الاستعمار وفأجأته.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء