كلنا نتذكر "زيارة" ملك المغرب الفضيحة التي قام بها للعيون
المحتلة في نوفمبر الماضي، وما حدث له من إذلال وهزيمة فيها لن ينساها. لم يستطيع
أن يقضي في مدن الصحراء التي يحتل أربع وعشرين ساعة.. دخل في الظلام مثل لص وهرب
في الظلام مثل لص أيضا.. وإذا كانت فضيحة الهروب من العيون تحت مبرر المرض والانفلوزا
جعلت الملك يقعى على قدميه، فإن القصر، ممثلا في طبيب الملك ووزارة شؤون القصور،
قد فضح أن الملك لم يستطيع زيارة العيون في أربع مناسبات. فبعد هروب الملك من
العيون وقع القصر في خطأ فادح، وأعلن أن الملك سيبقى أسبوعين في الراحة وبعدها
سيواصل الزيارة ووضع رزنامة لذلك.. طبقا لتوقع الطبيب والقصر كان الملك سيواصل
الزيارة يوم 20 نوفمبر، لكن حين تم تحضير كل شيء ظهر انه لن يستطيع أن يعود
للزيارة بسبب ان هناك خوف ما يكمن في المدن المحتلة يمنعه من الزيارة.. بعد ذلك تم
تسريب خبر لصحافة المخزن يقول ان الملك سيكون في العيون يوم 7 ديمسبر، لكن أيضا لم
يستطيع القيام بتلك الزيارة أو يواصلها.. وجاء خبر آخر في صحافة المخزن يقول أن
الزيارة ستستأنف مع بداية السنة، لكن لم يستطيع الملك القيام بتلك الزيارة..
إذن، لم تفشل الزيارة في المرة الوحيدة التي حاول فيها الملك إلقاء
خطاب في العيون، لكن فشلت ثلاث مرات. ففشل الزيارة الأولى التي هرب فيها الملك
تماما مثلما فعل والده في زيارته للعيون سنة 1985م عنما هرب فجرا خوفا من صواريخ
جبهة البوليساريو، يبدو أن الملك الإبن أصبح يعيش هاجس الخوف من الفشل، خاصة بعد
فشل الزيارة الأخيرة التي تم قطعها بمبرر مفتعل. فلو كان الملك قام بزيارة طبقا
للرزنامة التي وضعت وزارة القصور الملكية، وفشلت تلك الزيارة، كان المغرب سيلتفت
نحو المؤسسة الملكية ليتساءل عن السبب الحقيقي للفشل هذه المرة بعد أن كان المرض
هو المبرر الذي تم تعليق عليه فشل الزيارة الأولى.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء