رغم أنه من الصعب جدا
التأكد ما إذا كان سفير\ة أمريكية قد زارت مخيماتاللاجئين الصحراوية في السابق
سريا، إلا أنه -علنيا- لا نتذكر ان سفيرا أمريكياً زار المخيمات في العلن مثلما
فعلت السفيرة هذه المرة. لكن السؤال الذي يمكن أن يطرح نفسه هو لماذا هذه الزيارة،
وما هدفها؟ بكل تأكيد هي ليست زيارة سياحية، وليست زيارة لمعاينة وضع اللاجئين
الصحراويين الصعب، وبكل تأكيد، أيضا، أنها ليست زيارة لتقديم الدعم للصحراويين.
فحسب العقلية والثقافة الأمريكية فلا يوجد عمل يقوم به الأمريكي من أجل سواد عيون
أحد ما، وإذا قام سفير أمريكي مهم مثل سفير في الجزائر بزيارة للصحراويين فأول ما
يخطر على الذهن هو أن جاء ليضغط على البوليساريو أو يدعمها خاصة في الأمم المتحدة.
تاريخيا، الموقف
الأمريكي معروف، وهو موقف يتميز بما يلي: الإدارة الأمريكية تعترف للمغرب بإدارة
الإقليم، لكن لا تعترف له بالسيادة، والولايات المتحدة دعمت صراحة الحكم الذاتي،
لكن أشترطت في دعمه أن يتم إشراك البوليساريو فيه.. بالنسبة للحزبين الحاكمين في
الولايات المتحدة الأمريكية نجد أن الجمهوريين، نتيجة لمصلحة نفعية بحتة، يدعمون،
صراحة وبوقاحة، المغرب في أحتلاله للصحراء الغربية، ولو كانوا يستطيعون تصفية
القضية الصحراوية لصالح المغرب، كانوا فعلوها منذ زمن.. هناك حقيقة ثانية وهي أن
الولايات المتحدة هي البلد الوحيد القوي في العالم الذي يستطيع أن يحل القضية
الصحراوية حلا شرعيا لو أرادت.. بالنسبة للحزب الديمقراطي كان موقفه يتميز
بالأعتدال السلبي. لا يحي ولا يقتل. يُحسب للحزب الديمقراطي، باستثناء فترة حكم
جيمي كارتر، أنه تحت رئاسة بيل كلينتون، فرض على المغرب أن يجلس وجها لوجه مع
البوليساريو للتفاوض تحت إشراف بيكر في سنة 1997م.. بالنسبة لإدارة أوباما قامت
بعملين خجولين يمكن أن يُحسبا لها، وهما هي أنها منعت المغرب من طرد روس المبعوث
الشخصي للأمين العام، وحاولت أن تتقدم بمشروع قرار في سنة 2013م يدعم مراقبة
المينورصو لوضع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، لكن، أمام دهشة الجميع، تراجعت
عنه..
الآن ما معنى زيارة
السفيرة الأمريكية إلى المخيمات.؟
في واقع الأمر هي
زيارة لا معنى لها.. نعم، لا معنى ولا هدف إيجابي منها.. يعني أنها لن تغير من
الأمر شيئا للاسباب التالية:
-
الإدارة الحالية
بدأت تجمع أوراقها، وإلى حد الآن لا أحد يستطيع أن يتكهن بمن سيفوز في الانتخابات
القادمة. هذا يعني أن الإدارة الحالية أنتهت صلاحيتها تماما، ويجب النظر والتطلع إلى
الإدارة القادمة.
-
الولايات المتحدة حسب
ما يبدو الآن هي أنها لازالت تفضل ان تحل القضية نفسها بنفسها دون أن تتدخل هي في
الضغط على أحد الأطراف.
-
لا توجد مؤشرات في
الأفق تجعل أحد ما يخمن أن الولايات المتحدة، في الوقت الراهن، تهتم بالمنطقة
المغاربية.
يمكن أن البعض قد يحلم ويقول أن السفيرة الأمريكية، بما أنها جاءت إلى
المخيمات، فهي تحمل خبرا مهماً. في رأي الشخصي أنا أخشى أنها جاءت تنصح قيادة جبهة
البوليساريو. وكما نعرف فنصيحة الأمريكي لدولة ما لا تعني أنه يريدها أن تتطور،
لكن يعني أن هناك ما لا يعجبه، وأنها تضغط عليه. فبعد المؤتمر الشعبي العام الرابع
عشر يمكن أن الأمريكيين الذين يراقبون كل شيء قد لايكونون راضيين تماما عن شيء ما من
نتائج المؤتمر، وبعثوا سفيرتهم لتخبر البوليساريو بذلك.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء