انعقدت قمة أغادير
في جويلية سنة 1973م في جو مشحون بالتجاذبات السياسيةبين البلدان المجاورة
للصحراء الغربية وأسبانيا، القوة الاستعمارية. فموريتانيا، منذ أعلنت أسبانيا أنها
ستعطي صلاحيات أكثر لجماعة الشيوخ في تسيير الصحراء الغربية في فبراير 1973م،
سارعت إلى طلب من الجزائر والمغرب أن يحضرا إلى قمة في نواقشوط لأتخاذ موقف بشأن
أسبانيا للضغط عليها، لكن المغرب عرقل تلك القمة، وقام بخطوتين انفراديتين يضغط،
بمفرده، من خلالهما، على أسبانيا وهما: أستدعاء وزير خارجية أسبانيا والضغط عليه
أن قامت حكومته بتغيير الوضع في الصحراء الغربية، والثاني هو الذهاب إلى الأمم
المتحدة كي تفرض على أسبانيا أن لا تغيير من الوضع القائم..
رفض المغرب الذهاب
إلى قمة نواقشوط، وقال أنه هو الذي يجب أن يبادر إلى أية قمة حول الصحراء الغربية،
وأنه هو البلد الوحيد المعني بالقضية.
بالنسبة للجزائر
كانت تراقب الوضع عن كثب فقط، ولم تتدخل تدخلا مباشرا. فحين استدعتها موريتانيا
لحضور قمة في نواقشوط لبت الدعوة، وحين استدعاها المغرب لحضور قمة في مراكش لبت
الدعوة أيضا بدون تعليق، وفي كل الحالت كانت تقول أنه يجب أحترام تقرير المصير في
الإقليم الصحراوي. في فترة الأخذ والرد هذه تأسست جبهة البوليساريو، وعلمت بها
الدول الثلاث، فدعا المغرب إلى قمة في مراكش. لبى الرئيس الجزائري والموريتاني
الدعوة، لكن حدث في تلك القمة عدم تفاهم مطلق. فالمغرب، دون التشاور مع الرئيسين
الموريتاني والجزائري، قال أن الحل يكمن في استفتاء يكون فيه سؤال واحد وهو عودة
الصحراء الغربية إلى المغرب، "الوطن الأم"، ويتم تحييد الجيش والإدارة
الأسبانيين، وتم أتهام بومدين في جريدة لو سوار دي ماروك، أنه صرح في سنة 1972م
أنه مع ضم الصحراء الغربية للمغرب. غضب الوفد الجزائري والموريتاني بسبب لعبة البوكير
المغربية الفاضحة، وصرح كل من بومدين والحسن الثاني أن القمة فشلت في خلق تقدم أو
قوة موحدة ضد أسبانيا، وصدر البيان
الختامي للقمة التي أنعقدت في مراكش يومي 23 و24 جويلية سنة 1973م فاترا وفيه
مايلي: إن الزعماء الثلاثة متفقين على "تقرير المصير للصحراويين"، لكن
دون الإشارة إلى روح ملتقى نواذيبو في سنة 1970م أو انتقاد أسبانيا. في البيان تم
التطرق إلى أن هناك رضى ورغبة متبادلة في تعبيد طريق بين اغادير، تندوف، أطار،
وأنه يجب أن يتم دمج موريتانيا في المغرب العربي.
سبب الاختلاف في تلك
القمة راجع إلى محاولة المغرب القفز على مواقف البلدين المجاورين للصحراء الغربية،
واستحواذه على القضية بمفرده. من جهة أخرى كانت العلاقة متطورة آنذاك بين اسبانيا
والجزائر، وفضلت هذه الأخيرة، رفقة أسبانيا، أن يتم اللجوء إلى الأمم المتحدة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء