خلال القمة الإفريقية الأخيرة عبَّر الاتحاد الإفريقي عن غضبه منكثرة
قراراته وتصريحاته التي تحث المغرب على الانصياع للشرعية الدولية.. فمنذ سنة 2002م،
والاتحاد الإفريقي يكرر في كل قمة أن على المغرب، إذا أراد أن يعود للقارة، عليه
الانصياع للشرعية الدولية في الصحراء الغربية.. وتتزعم الاتحاد الإفريقي في مسعى الضغط
القوي هذا كل الدول الوازنة مثل جنوب إفريقيا والجزائر ونيجيريا وغانا وانغولا
وموزمبيق والدول الأخرى المهمة.. فالافارقة الذين كانوا شركاء للأمم المتحدة في
صياغة ورعاية مخطط السلام الإفريقي الأممي لسنة 1988م، غضبوا كثيرا كون الأمم
المتحدة همشتهم من تطبيق المخطط، وتخطتهم وتركتهم بلا دور، وبالتالي فشل المخطط.
الآن الاتحاد الإفريقي يريد أخذ زمام المبادرة من الأمم المتحدة ومن الجميع. فالذي
يغيظهم الآن أن بلدا إفريقيا، هو الصحراء الغربية، لازال يرزح تحت الاستعمار
المغربي الجار والموجود في القارة الإفريقية.. بالنسبة للافارقة، هذا غير معقول
وغير مقبول، ويجب التحرك ليس نكاية بالمغرب، لكن بسبب أن الاستعمار لازال يمارس
على الشعب الصحراوي في القرن الواحد والعشرين. لقد نفذ صبر الافارقة وأصبحوا لا
يتحملون المزيد من المماطلات لا من طرف المغرب ولا من طرف الأمم المتحدة. والرسالة
التي وجهوا في قمتهم الأخيرة ليست للمغرب وحده لكن للأمم المتحدة.. فعلى ما يبدو
أن الأفارقة، بعد أن سئموا المماطلات ولغة الترجي، سيتحركون أتجاه العمل على الارض
من خلال:
-
التحرك في الأمم المتحدة كأتحاد قوي ومؤثر، وسيطلب من مجلس الأمن –لا من
الجمعية العامة كما جرت العادة- ان يتخذ
قرارا مشروطا بتقرير مصير الشعب الصحراوي عن طريق استفتاء وليس عن طريق حل سياسي
تفاوضي.
-
التواجد على الأرض في الصحراء الغربية، خاصة الأراضي المحررة، من خلال
خلق نشاطات إقتصادية وتنموية.
- رفض الاتصال بالوفد المغربي الذي كان يناور على هامش القمة.
وإذا
كان الاتحاد الإفريقي سيضغط على المغرب هذه السنة فإن ضغطه سيتجاوب مع ضغط الاتحاد
الأوروبي، رغم تناقض الأهداف. الاتحاد الإفريقي يضغط على المغرب كي ينهي ظاهرة
الاستعمار في الصحراء الغربية، والاتحاد الأوروبي يضغط من أجل أن يتعاون المغرب في
مجال مكافحة الإرهاب والهجرة. في كل الحالات، سنة 2016م ستكون سنة ضغط كبير على
المغرب من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي..
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء