كانت الولايات المتحدة قد قررت منذ جويلية 1974م تقصي مواقف الدول العربية
من قضية غزو المغرب للصحراء الغربية، وحصلت على الكثير من هذه المواقف منها موقف
الجزائر الواضح حول مساندة حق الشعوب في تقرير المصير، ومواقف تونس ومصر المتذبذبة،
لكن بقيت لها السعودية.. تم أسناد تلك المهمة إلى السفير الأمريكي بجدة السيد
أكين، فأتصل، بناء على طلب من كيسنجر، بالمكلف بالشؤون العربية في وزارة الخارجية
السعودية، وهو عبد الرحمان القاضي.. فحسب تقرير للسفارة الأمريكية بجدة بتاريخ 29
جويلية 1974م، تحت الرقم 1974jidda04411_b
فإن المسؤول السعوي قال للسفير الأمريكي ان السعودية تؤيد المغرب في صراعه مع
أسبانيا، وأن موقفها تم إبلاغه للسفارة الأسبانية والمغربية مكتوبا وهو مبني على
عدة نقاط هي: أن السعودية تريد تجنب أي مشكل يشكل خطرا على العلاقات الجيدة
الأسبانية السعودية؛ تجنب أي شيء يمكن أن يشتت الانتباه عن الصراع العربي
الإسرائيلي؛ التخوف من ان الصراع يمكن أن
يشمل موريتانيا والجزائر إذا سار الوضع في
اتجاه التصعيد؛ الجنرال فرنكو يرفض تقديم تنازلات للمغرب ولهذا فالسعودية تؤييد
المغرب ضده؛ إن السعودية، إذا تم طلب منها ذلك، يمكن أن تتوسط بين المغرب وأسبانيا
بحكم أنهما صديقين للتوصل إلى حل سلمي. ان الموقف الحذر للسعودية لا يجعلها تتخلى
عن قناعاتها أن أسبانيا تريد الحفاظ على مصالح أقتصادية وأن الجزائر وموريتانيا
والمغرب لهما مصالح جغرافية يريدون الدفاع عنا..
في نفس اليوم الذي كانت فيه السعودية تلعن للولايات المتحدة الأمريكية
موقفها من قضية الصحراء الغربية، كان رسول الملك المغربي، ابو بكرالقادري، يحل
بالرياض حاملا رسالة من العاهل المغربي يشكر فيها السعودية على موقفها المؤيد
للغزو المغربي للصحراء الغربية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء