في نفس اليوم الذي كانت
فيه جماعة الشيوخ الصحراوية مجتمعة ليتمإطلاعها على مسودة الحكم الذاتي وقعت نسخة
من المسودة في يد الحسن الثاني، وفي نفس اليوم أيضا كان وزير الخارجية الأسباني
كورتينا ماوري يجتمع بالسفير المغربي في مدريد ليطعله على الخطوات التي ستتخذ
أسبانيا مستقبلا في الصحراء الغربية.. انتهى اجتماع جماعة الشيوخ يوم 7 جويلية،
وفي يوم 8 جويلية، كان الحسن الثاني يكتب رسالة التهديد التالية إلى فرنكو، يتوعده
إن هو أقام حكما ذاتيا في الصحراء الغربية. نص الرسالة: حضرات؛ إن المحادثات التي
أجراها وزير خارجيتكم كورتينا ماوري مع سفيرنا لدى حضرتكم تم أقتراح فيها من
حضرتكم أن أسبانيا تتهيأ لتنفيذ سياسة جديدة في الصحراء التي تقع تحت إدارتها..
نحن نحس أننا أصبحنا مجبرين، إذا تأكد ذلك، أن نعترف أن النتيجة ستكون تدهورا
خطيرا في علاقاتنا، وهو الشيء الذي ظللنا دائما نتحاشاه بسبب إيماننا بأنه بين أسبانيا
والمغرب توجد حتميات الجوار والمصالح العلياء التي نتقاسمها معا، والتي تمنعنا من
عدم التفاهم والصراع. إن القيام بعمل أحادي الجانب من طرف أسبانيا في الإقليم
الصحراوي سيفرض علينا، ضروريا، أن نحتفظ بحقنا، نحن وحكومتنا، في الرد المناسب..
إننا لازلنا نعتقد أن حضرتكم سيكون قادرا، مرة أخرى، بالتنسيق معنا، في الحفاظ على
علاقتنا التاريخية بين بلدينا، والتي تشكل، بالنسبة للمغرب وأسبانيا، إرثا قيما
يكون ضامنا لمستقبلنا المشترك. تقبل حضرتكم تأكيداتنا الاعتباراتنا العالية. الإمضا
ء الحسن الثاني \
الرسالة المذكورة كانت
هي السبب الأول لجعل أسبانيا تتراجع عن الإعلان عن الحكم الذاتي في الأمم المتحدة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء