في هذه الدراسة سنحاول
تسليط الضوء على صورة ودور المرأةالصحراوية( من الصحراء الغربية)، كنموذج للمرأة
في مجتمع صحراوي آخر غير مجتمع الطوارق وموريتانيا، لنرى كيف هي صورتها وضعيتها
وما هو دورها الذي تلعبه في مجتمعها، وكيف تتم معاملتها، وما هي صورتها في ثقافة
شعبها القديمة والحديثة، وبالتحديد كيف هي علاقتها بالرجل، كقوة مسيطرة في
الصحراء، وعلاقتها بالمجتمع المسلح بقوة العادات والتقاليد. وحتى نتوسع أكثر في
موضوعنا( المرأة الصحراوية، صورتها ومكانتها في مجتمعها) لا بد أن نبحث في اتجاهات
شتى حتى نجمع شتات صورة هذه المرأة المتناثرة في ميادين عِدة؛ أي لا بد من تكوين
صورة شاملة لها بجمع جزيئاتها من هنا وهناك: من الثقافة، الأدب، العادات
والتقاليد، المعاملة ومن دورها في مجتمعها قديما وحديثا. وقد لا نقف عند جمع
مركبات صورة المرأة الصحراوية فقط، بل يبدو من المهم، أكثر من ذلك، التركيز على
دورها التاريخي في بناء الدولة الصحراوية، من جهة، وفي كفاح فرض الوجود الذي يخوضه الصحراويون منذ
عشرات السنوات من جهة أخرى.
فقبل كل شيء المرأة
الصحراوية هي سليلة لمجتمع عاش تاريخيا في الصحراء أو، بتعبير أدق، مجتمع يعتبر
واحد من أكثر المجتمعات التي عاشت في الصحراء والبادية. إن العيش الطويل للمجتمع\
الشعب الصحراوي في البادية، وعدم اختلاطه بالاستعمار أو بالشعوب المجاورة جعله
يبدع ثقافة خاصة به؛ ثقافة متميزة شاملة جميلة في كل الميادين كالأدب والعادات
والتقاليد والأعراف. إن الحياة في البادية طويلا، جعلت الصحراويين يَكُونُون
متميزين ثقافيا من بين الشعوب التي تحيط بهم، والتي تعيش معهم في فضاء واحد هو
الصحراء بصفة عامة. إن الدافع إلى الكتابة عن المرأة الصحراوية هدفه بالدرجة
الأولى التعريف بها وبدورها. فمكانة المرأة الصحراوية ودروها في مجتمعها وصورتها
في ثقافة هذا المجتمع هي جديرة بأن يتم الاهتمام بها وإعادة تشكيلها ورسمهما من
الواقع ومن الثقافة الشعبية التقليدية. ( يتبع)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء