في دورتها
الثامنة والعشرين سنة 1973م، وأثناء تداول قضية الصحراء الغربيةحدثت نقاشات ساخنة
بين المغرب وموريتانيا وأسبانيا، وكشف فيها كل بلد عن نواياه المستقبيلة. تلك
الدورة انعقدت بعد تأسيس البوليساريو، وبعد إعلان أسبانيا أنها ستقوم بتكوين نظام
في الصحراء الغربية يفضي إلى الحكم الذاتي أو تقرير المصير. بعد المناقشات تبنت
الجمعية العامة القرار رقم 3162(د28) وذلك يوم 14دسمبر 1973م، وفيه أتبعت النهج
العام للقرارات السابقة مع الاشارة الى بعض التراجع على مستوى المضمون، فحتى حق
الشعب الصحراوي في الاستقلال والحرية لم يذكر بوضوح مثل القرار السابق الصادر سنة
1972م، مماجعل الملاحظين يصفونه بالقرار دون المستوى في وقت أصبحت فيه القضية
ساخنة نوعا ما بعد تأسيس البوليساريو وإتضاح النوايا الحقيقية للمغرب واسبانيا.
من القرار
المذكور نقرأ النقاط التالية:
- ذكَّرت
الجمعية العامة بكل قراراتها وتوصياتها السابقة حول الصحراء الغربية، وتأسفت كون
بعثة تقصي الحقائق التي كان من المفروض ان تزور الصحراء لم ترسل بعد.
- النقطة
الثالثة:- تؤكد تعلقها بمبدأ تقرير المصير واهتمامها ان يطبق هذا المبدأ في
الصحراء الغربية في إطار ضمان التعبير الحر والحقيقي لسكان الصحراء الغربية طبقا
لقرارات الامم المتحدة في هذا الميدان.
- (ب) من النقطة
الرابعة: اتخاذ جميع المقاييس من اجل ان يمارس السكان الاصليين الصحراويين وحدهم
حقهم في تقرير المصير والحرية؟
- النقطة
التاسعة:- تطلب من اللجنة الخاصة متابعة الوضع عن كثب في المنطقة وان تعد تقريرا
الى الجمعية العامة في دورتها التاسعة والعشرين."
ان قراءة متأنية
للقرار تجعلنا نحس انه قرار متساهل الى ابعد حد وملئ بالثغرات ويختلف كثيرا عن
قرار 1972م، والملاحظ فيه ان اسبانيا ربحت جزءا من معركتها ضد المغرب عندما الحً
القرار على مشاركة الصحراويين الاصليين وحدهم في الاستفتاء. كان شيء ما يلوح في
افق القضية. فحين كان الجميع ينتظر ان يكون القرار صارما، جاء ضعيفا في اللغة
والمضمون مما جعل الشك يتسرب الى نوايا محرريه الخفية غير الواضحة.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء