نبض التاريخ: المغرب يفبرك حركة اسمها حركة الرجال الزرق سنة 1975م

قبل فبراير 1975م لم يسمع أي صحراوي ولا حتى أي أحد من رجالالمخابرات الأسبانية بحركة صحراوية اسمها حركة " الرجال الزرق"، بقيادة رجل اسمه إدواردو موحا. الحركة أسستها المخابرات المغربية سنة 1973م حينما علمت بتأسيس البوليساريو لتخلق حركة موازية لها، واسندت قيادتها لرجل من المخابرات اسمه بشير فويغي، وبعض الأحيان بشير الفيغيغي نسبة إلى قرية فيغيغ على الحدود المغبية الجزائرية. الرجل أدعى أنه ينتسب لقبيلة من القبائل الصحراوية، وأن له قرابة نسب عائلية مع براهيم غالي أول أمين عام للبوليساريو سنة 1973م. لكن مشكلة المخابرات المغربية أنه بسبب جهلها للصحراء الغربية وسكانها أرتكبت أخطاءا كبيرة في تأسيس الحركة. فاختيار اسم "الرجال الزرق" للحركة نسبة إلى الصحرايين أصحاب اللثام كان خطأ لإن الرجال الصحراويين لا يلبسون اللثام الأزرق، لكن يلبسون اللثام النيلي أو الأسود، والذين يلبسون اللثام الأزرق هم الطوارق وليسوا الصحراويين، وبالتالي فالنمطي في عقلية المخزن هو ان اللثام أزرق فقط. أما الخطأ الثاني فهو في اسم مؤسس الحركة ورئيسها. فاسمه هو إواردو موحا، ولا يوجد صحراوي واحد يحمل اسما اجنبيا او يُسمى موحا. موحا هو اسم يطلقه الشلوح على اسم محمد، ويتم اختصاره إلى موحا.وكنتيجة لذلك يُسمي الصحراويون المغاربة عموما بموحات نسبة إلى اسم محمد الذي يتم اختزاله في موحا. الخطأ الثالث الذي ارتكبته المخابرات المغربية هو أن الحركة المذكورة كانت مختصرة في شخص إدوارو موحا ولا يوجد لها أنصار ولا أتباع بسبب انها من صنع المخابرات المغربية.

"الحركة" المذكورة- حركة الرجال الزرق- كانت فقط من أجل محاولة خلق تكافؤ وتوازي مع جبهة البوليساريو والدليل على ذلك أنها " تأسست" في نهاية سنة 1973م مثل البوليساريو وتم إسناد قيادتها إلى شخص يدعي القرابة العائلية مع الأمين العام الأول للبوليساريو.

حين علمت حركة الرجال الزرق أن للبوليساريو علاقات تعاطف مع الجزائر انتقل موحا إلى الجزائر، واستطاع أن يحصل على ترخيص بالإقامة، وأن يبدأ نشاطه على أساس أنه مناضل من أجل تحرير الصحراء الغربية، لكن تم اكتشاف أمره وهرب من الجزائر ليقيم بين بلجيكا وفرنسا فانتهت قصته وانتهت حياته بالعودة إلى المغرب..      

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest