حين تعقدت الأمور بين أسبانيا والمغرب في
مايو 1975م حول الصحراء الغربية بدأ المغرب سياسة الابتزاز وخلق لوبيات موالية له
في أسبانيا. في وقت وجيز استطاع المغرب أن يجر إلى جانبه كل من إدواردو بلانكو
مدير تنمية الصحراء الغربية في الرئاسة الأسبانية، وجر أيضا السفير الأسباني في
مدريد مارتين غوميرو، لكن بقيت الصخرة الصلبة وهي وزير الخارجية كورتينا ماوري
المدعوم من طرف فرنكو. وحتى تتم محاولة تليين موقف كورتينا ماوري طلب كيسنجر من
سفيره ستابلر في مدريد أن يحاول أن يتصل بوزير الخارجية ماوري ويكون الموضوع هو
محاولة أيجاد صيغة للتفاوض بين أسبانيا والمغرب خارج إطار الأمم المتحدة. استطاع،
فعلا، أن يلتقيه ويستعرض معه القضية. بعد اللقاء كتب السفير الأمريكي إلى كيسنجر
يقول:" ألتقيت مع كورتينا ماوري لوحدنا يوم 19 مايو كي ننقاش الموضوع. بخصوص
قضية الصحراء الأسبانية أخبرت كورتينا أن الولايات المتحدة منشغلة كثيرا بخصوص
التطورات الأخيرة في الصحراء، وأنها ستتصل، قريبا، حول نفس الموضوع مع المغرب،
وأضفت- يقول السفير ستابلر- أن موقف الولايات المتدة من هذه القضية لم يتغير،
وأننا لازلنا نتمنى أن يتم حل القضية سلميا، وأننا سنبقى على أتصال معه حتى نخبره
بلقائنا مع المغرب. وحسب الرسالة فإن كورتينا تدخل ليقول أن الصحراء لم تكن في يوم
من الأيام جزاءا من المغرب، ومطالب المغرب بها لا أساس لها وغير شرعية. الذي يهم أسبانيا
هو أن تخرج سريعا من هذا الإقليم، وليست لها نية في التصادم مع أي كان، لكن في
حالة تكون في الصحراء سوف لن تترك المغرب يقوم بمغامرة لأحتلالها. لقد قبلت
أسبانيا- الكلام دائما لكورتينا ماوري- بتدخل الأمم المتحدة في هذه القضية مثل تقرير
المصير وقرار محكمة العدل الدولية. الجزائر وموريتانيا لا تعترفان بسيادة المغرب
على الصحراء الغربية، وعليه فالحل من وجهة نظر كورتينا ماوري هو مفاوضات بين
المغرب وموريتانيا والجزائر ينتج عنها انسحاب أسباني مخلفا دولة مستقلة في الصحراء
الغربية، ويكون استقلالها مضمونا باتفاق الدول الثلاث على أن لا تتدخل اي منهما في
شئونها الداخلية. أسبانيا لم تعجبها فكرة جيسكار ديستان الرامية إلى مفاوضات بين
المغرب وموريتانيا وأسبانيا ويتم استبعاد الجزائر. قبول المغرب لموريتانيا كشريك
في المفاوضات يعني أن مطلبه السابق بالتفاوض مع أسبانيا غير واقعي. المعقول أن يتم
إقناع المغرب أنه لن يكون هناك استقرار إذا تم استبعاد الجزائر. لقد حضَّرت
أسبانيا نفسها كي تساعد في استقرار دولة مستقلة في الصحراء الغربية من خلال
الاتزام بتنميتها.
لم يستطيع السفير الأمريكي تليين موقف
وزير الخارجية الأسباني كورتينا ماوري، وانتهى الاجتماع كما بدأ.( الصورة السفير ستابلر)
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء