لنعود إلى بداية مشاركة الجيش المغربي في
حرب اليمن ضمن تحالف من المرتزقة بقيادة السعودية نظريا. فذهاب الجيش المغربي إلى
اليمن ليقاتل لم يكن بدافع مساعدة السعودية ولا القضاء على الإرهاب إنما بصفته جيشا
مرتزقا يقاتل مقابل حصول بلده على دعم مالي معتبر كانت السعودية تقدمه مجانا
للمغرب وقطعته عنه بعد انخفاض اسعار البترول. فحتى يحصل المغرب على المال السعودي
تم طلب منه المشاركة في حرب اليمن وفي التحالف ضد داعش. ذهب الجيش ومرت الشهور تلو
الشهور، لكن الدعم المالي لم يصل إلى الرباط. كان تبرير السعودية لعدم دفعها
لمستحقات المغرب المرتزق هو أن المال موجود في بنوك أمريكية، وان الولايات المتحدة
لها خلاف الآن مع السعودية وترفض إطلاق سراح الأموال، وربما تكون جمدتها وعلى
المغرب أن ينتظر. لكن المغرب غير قادر على الانتظار وخزينته بدون ذلك الدعم هي مهددة
بالافلاس السريع.
عدم التزام السعودية للمغرب المرتزق
بتعهداتها جعلت هذا الأخير يغضب ويسحب جيشه. فوحدات الجيش عادت بحجة أن الوضع خطير
في الصحراء الغربية، والبوليساريو تهدد بالحرب والجيش المغربي في حاجة ماسة الآن
لهذه الوحدات. هذا هو المبرر المغربي لعودة الجيش من اليمن، لكن في الحقيقة أن رفض
السعودية لتقديم المال هو السبب.
وإذا كان المغرب قدم التبرير لعودة الجيش
من اليمن فإنه حذف نصف الحقيقة وهو أن السلاح والعتاد الذي ذهب به الجيش المغربي
احتجزته السعودية ورفضت تسليمه وأعتبرته غنيمة حرب.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء