كانت عملية اختطاف دوريتي Pedro وDomingo هي أكبر عملية على الإطلاق ضد
التواجد الأسباني في الصحراء الغربية. العملية حدثت يومي 11 و12 مايو 1975م، وقامت
بها مجموعة من الصحراويين الذين كانوا يعملون في الجيش الأسباني. لم يتصور الأسبان
أن يُقدم جنود يتقاضون مرتباتهم ويحصلون على معاشهم من الحكومة الأسبانية، ولهم
مساكن خاصة ووضعهم الاقتصادي جيد، على القيام بعلمية أختطاف استعراضية لدوريتين
كاملتين بجنودهم وعتادهم وسيارتهم ويذهبون بهم إلى مراكز البوليساريو الخلفية على
الحدود. في اليومين الأولين بعد عملية الاختطاف توجه تفكير أسبانيا أن العملية
قامت بها جبهة التحرير والوحدة المغربية التي تم إنشاؤها بغرض الضغط على أسبانيا.
لم يخطر على خلد الحكومة الأسبانية المحلية في الصحراء أن البوليساريو استطاعت
بسرعة قصوى التغلغل إلى داخل صفوف الصحراويين المجندين وتجندهم لخدمة قضية تحرير
الصحراء، بل وتجعل منهم مقاتلين يستطيعون تنفيذ علميات نوعية مثل علمية خطف
الدوريتين المذكورتين.. بسرعة تحركت أسبانيا إلى الحدود الشمالية مع المغرب
وطوقتها، وبدأت تمشط المنطقة بحثا عن المختطفين والخاطفين. تصورت أن الدوريتين تم
خطفهما من طرف قوة كبيرة وهذه القوة، حسب التفكير الأسباني، لن تكون قوة البوليساريو،
ثم أنه، بالصدفة المحضة، هبت رياح قوية ومحت أثر الدوريتين. وصرح غوميس سالازار
الحاكم العام للصحراء أن جبهة التحرير والوحدة هي التي تقف وراء الاختطاف. حين لم
يتم العثور على الدوريتين في اليومين الأولين للاختطاف في منطقة الحدود مع المغرب،
قررت أسبانيا استعمال الطائرات للبحث عن الدوريتين، وقامت طائرتا هيليكوبتر
بالتحليق فوق المنطقة الحدودية بين المغرب والصحراء الغربية، وفي تحليقها ذلك
اخترقت المجال الجوي المغربي. أطلق الجيش المغربي صواريخ مضادرة للطائرات اتجاه
الطائرتين لكن لم تتم إصابة أية واحدة منهما. نشبت أزمة بين البدين على خلفية
إطلاق الصواريخ على الطائرات الأسبانية. في الأخير، وبتاريخ 15 مايو صرحت جبهة
البوليساريو أنها هي التي اختطفت الدوريتين، وفي نفس اليوم عاد الحاكم العام
للصحراء الغربية غوميس سالازار للتصريح مجددا قائلا ": إن البوليساريو، بالتنسيق
مع جنود في الدوريتين هي التي اختطفت الدوريتين، وأن الجنود الاسبان يوجدون في
مراكز للجبهة في مكان ما من الصحراء مع الحدود مع الجزائر."
وقعت عملية اختطاف الجنود وقْع الصاعقة على
الشارع الأسباني غير المتعود على اختطاف واختفاء ابنائه الذين كانو يذهبون إلى
الصحراء الأسبانية كسواح فقط.تأزمت العلاقات بين البوليساريو وأسبانيا، وبدأ وزير
الخارجية الأسباني الذي كان متواجدا في الأمم المتحدة يدافع عن تقرير المصير
والاستفتاء جولة من المفاوضات السرية مع البوليساريو والجزائر لمحاولة إطلاق سراح
الرهائن.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء