في خطاب الملك الساس أمس، وفي وقت كان فيه المغاربة
ينتظرون منه أن يعلن الحرب على الجزائر وموريتانيا والبوليساريو أو يعلن عن موقف
المغرب من المفاوضات القادمة التي أصبحت قريبة أو يعلن لهم أنه سيتمسك بالحكم
الذاتي، او يقول لهم أن المغرب سينضم إلى الاتحاد الإفريقي في القمة القادمة، أو
يقول لهم أنه سيرفض قرار الاتحاد الأوروبي، جاء خطاب الملك على شكل هذيان غير محكم
فيه لا يرقى إلى صفة ومستوى خطاب. تحاشى الملك الحديث في القضايا الكبيرة التي
تحاصر المغرب من كل جهة وولم يذكر، ولو بكلمة واحدة، قضية الصحراء الغربية التي
يحتل والتي كان عادة يخصص خطاب العرش والشعب لها كما لم يذكر الحكم الذاتي الذي ظل
يتغنى به سبع سنوات. ولا كلمة واحدة عن الصحراء أو عن الحكم الذاتي أو عن غلق
موريتانيا للحدود معه، أو عن خلافه مع بان كي مون. راح الملك يتحدث عن إفريقيا
ويقول أنه حررها وأنه نماها وجعلها قارة متقدمة، وراح يتحدث عن المهاجرين الأفارقة
وعن الإرهاب في اوروبا وتهرب بشكل انهزامي عن الحديث عن المعارك التي تقع فوق رأسه
في الصحراء الغربية. فمنذ يومين والإعلام المغربي يطحن الشارع المغربي ويعده أن
الملك سيأتي بجديد في خطابه، وانه سيعده بالنصر المؤزر وأنه سيحل له مشكلة الصحراء
الغربية واحتقار موريتانيا له، لكن جاء الخطاب كمن يفسر الماء بالماء، وغابت عنه
الصحراء الغربية والحكم الذاتي..
خطاب أم هذيان'?

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء