بكل تأكيد، الجيش الصحراوي سيخوض الحرب إذا استفزه المغرب


Resultado de imagen de ejercito saharauiكلنا نستبعد الحرب في الصحراء الغربية في ظل الظروف الحالية، وحتى في ظل الظروف القادمة، ونستبعد أن تكون البوليساريو السباقة إلى إعلانها رغم كل إخفاقات السلام والامم المتحدة، ورغم التهديدات التي كانت تصدر من هنا وهناك كلما حدث انسداد وظلام في نهاية كهف السلم الضيق. لنحلل الوضع الحالي الذي يتميز بما يلي.
1)    إحساس المغرب بخيبة كبيرة على مستوى دولي بسبب حساباته الخاطئة التي ظلت تعتمد على عامل الوقت.
2)    تأكد المغرب أن الحل السلمي أصبح يسير في غير صالحه خاصة بعد هزيمة مخطط الحكم الذاتي الذي كان يعول عليه.
3)    غضب الدول الكبرى التي كانت تساعده، والتي كان يعدها أنه سينهي الصراع بالوقت.
كل هذه العوامل وعوامل أخرى كثيرة تجعل المغرب يمكن أن يرتكب حماقة خطيرة هي اللجوء إلى القوة. هنا يمكن أن تنقلب المعادلة: بدل أن تلعن البوليساريو، التي كانت تهدد دائما، الحرب يعلنها المغرب في مغامرة غير محسوبة النهايات حتى يخلق تشويش على الوضع بصفة عامة.
-         " عملية" الكركارات والخدعة المغربية
ما حدث في الكركارات تم بالطريقة التالية: استغل المغرب شهر غشت، وهو الشهر الذي يتواجد فيه غالبية موظفي  المنيورصو في عطلة، ولا يبقى منهم إلا عدد رمزي يقوم بعمل إداري روتيني بحت، لكن لا يقوم بدوريات ولا يتواجد في المناطق الحساسة؛ استغله فجهز قوات كبيرة من جيشه فيها دبابات وناقلات جنود وحولها حوامات عسكرية، وتوجه في عز النهار إلى منطقة الكركارات، محدثا بذلك خرقا سافرا لبنود مخطط وقف إطلاق النار. القوات تحركت من منطقة بوجدور متوجهة إلى الكركارات، وفي اليوم الثاني وصلت إلى المنطقة. في لليل وعلى الساعة العاشرة ليلا تم سحب تلك القوات في الظلام، وحلت محلها قوات من الدرك والشرطة والجمارك، وبدأت تمشط المكان في علمية خداع بصرية توهم الجميع أنها تقوم بعمل تطهيري ضد "التهريب". لم تتحرك قوات المينورصو بسبب قلة تواجدها إلا بعد أن أخطرتها البوليساريو بذلك، وحين وصلت لم تجد القوات العسكرية، وكلما وجدت هو عناصر الشرطة والجمارك " تطهر" المكان. تم إبلاغ نيورك أنه لا توجد دلائل على خرق لوقف إطلاق النار مثلما أدعت البوليساريو، وان التحقيق متواصل.
-         جيش البوليساريو لن ينسحب هذه المرة
في غشت سنة 1991م خرجت القوات المغربية من الجدار الدفاعي في عملية سمتها تمشيطية، لكنها لم تخرج إلا بعد أن تلقت تطمئنات من طرف الولايات المتحدة أن قوات البوليساريو لن تشتبك معها. فعلا انحسب قوات الجيش الصحراوي أحتراما لمخطط التسوية واحتراما "للوسطاء"، لكن الانحساب كان مجرد خدعة كبيرة للجيش الصحراوي، فلم يحترم المغرب لا وقف إطلاق النار ولا وقف إطلاق الماء، وتم تدمير مواقع الجيش الصحراوي بالكامل في تفاريتي وبئر لحلو .
الآن يمكن أن يتكرر السينارويو. يمكن أن يخرج الجيش المغربي تحت غطاء عملية تطهيرية ضد "المهربين والإرهاب" في مهيريز أو في مناطق أخرى من الصحراء الغربية، لكن، هذه المرة، لن يتكرر سيناريو انسحاب الجيش الصحراوي مثلما فعل سنة 1991م. فالآن، حتى لو كانت قوات المينورصو متواجدة، وكان وقف إطلاق النار قائما، وحتى لو تدخل الآف الوسطاء، فإنه في حالة أن تخرج القوات المغربية من الجدار الرملي سيخوض الجيش الصحراوي الحرب معها بكل تأكيد، وليذهب وقف إطلاق النار إلى النار وتذهب المينورصو إلى جهنم.

هذه التكهنات تنطلق من بديهية أن يقوم المخزن بحماقة مستغلا عملية " التطهير" التي يريد من ورائها جر البوليساريو إلى الحرب.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء