خوض معركة في الكركرات لن تكون الحرب ولن تعرقل المفاوضات

Resultado de imagen de ‫مركز الكركرات الصحراء‬‎خسر المغرب معركته التكتيكية في الكركرات، التي كان يريد منها استفزاز الجيش الصحراوي وتحقيق نصر في لكويرة.
1-    نجاح تكتيك الأمين العام للأمم المتحدة
الأمين العام للامم المتحدة لم يكن غائبا عن ما حدث في الكركرات؛ فهو أيضا يخوض حربا خفية وعلنية مع الاحتلال المغربي، وفي كل مرة يصفعه بخرجة قوية. فحتى يدفع المغرب إلى التمادي في خرق وقف إطلاق النار، أعلنت المينورصو- في الحقيقة الأمين العام- في أول يوم للتوتر أنها لم تجد ما يوحي أن المغرب قام بخرق لوقف إطلاق النار. فهذا الإعلان كان متعمدا من الأمانة العامة للأمم المتحدة التي تعرف ان المغرب خرق وقف إطلاق النار. فحين سمع المغرب أن المينورصو لم تجد ما يوحي أن جيشه خرق وقف إطلاق النار قام بالتمادي في التقدم، وبدأ يشق الطريق نحو موريتانيا. حين وصل المغرب إلى نقطة اللا عودة بعد الخروج، أبلغت الأمانة العامة للأمم المتحدة- الأمين العام- مجلس الأمن في وثيقة سرية أن المغرب انتهك وقف إطلاق النار. وقع المغرب في المصيدة التي نصبها له الأمين العام، ونجح هذا الأخير في إحراج مجلس الأمن الذي سيصبح مطالبا بإدانة المغرب. ورغم أن مجلس الأمن سوف لن يدين المغرب على خرق وقف إطلاق النار إلا أنه، بالمقابل، سيكون مفروضا عليه أن يعوض بان كي مون الذي يطالب بالإدانة، وهنا سيفرض مجلس الأمن على المغرب ان يجلس إلى طاولة المفاوضات في وقت يحدده الأمين العام.
2-    نجاح تكتيك الجيش الصحراوي
الجيش الصحراوي أيضا قام بعملية تكتيكية ناجحة. في اليوم الأول لخرق وقف إطلاق النار من طرف المغرب، أكتفى الجيش الصحراوي بإبلاغ المينورصو والأمم المتحدة، لكن لم يتواجد في عين المكان. حين حصل الخرق وتعدى الجيش المغربي ومعداته الخط الذي رسمه وقف إطلاق النار، تحركت القوات الصحراوية بسرعة، بكامل معداتها، إلى المكان لترسل رساليتين إلى المغرب والأمم المتحدة: الرسالة الأولى وهي أنه في حالة أن لا تتدخل الأمم المتحدة سيتدخل الجيش الصحراوي ويمنع مرور القوات المغربية إلى الأراضي الموريتانية. الرسالة الثانية وهي أن الجيش الصحراوي موجود ومتأهب وسيخوض الحرب.
-         البوليساريو: معركة واحدة لا تعني الحرب.. الأصبع على الزناد والعين على المفاوضات              
الآن بعد نجاح تكتيك الأمم المتحدة والبوليساريو على تكيتيك المخزن يبدو أن المشهد سيكون كألآتي: بعد إعلان الأمم المتحدة أن المغرب خرق وقف إطلاق النار، سيجد الجيش الصحراوي نفسه متحررا من الرد على الاستفزاز، وسيجد الفرصة لرد الاعتبار لنفسه. فبكل تأكيد أن الجيش الصحراوي الآن، إذا تقدم الجيش المغربي بمسافة مئة متر فقط، سيتم الرد عليه بالذخيرة الحية. فهي فرصة فريدة تعيد الاعتبار للجيش الصحراوي بعد عدم الرد في خروج الجيش المغربي سنة 1991م، وبعد الرالي سنة 2001م، وسيتم إطاء بعض المصداقية لسيل التصريحات الكثيرة التي كانت تهدد بالحرب ولا تنفذ. فالآن سيتم الرد وفي الكركرات، وهذا سيرفع معنويات الشعب الصحراوي وسيعطي دفعة قوية للرئيس الجديد ووزير دفاعه المعروف عنهما أنهما مع الحرب دائما إذا فشل السلام، كما سيجعل العالم يصدق أن الجيش الصحراوي إذا هدد في المرة القادمة سيخوض الحرب. وفي حالة أن لا يتم ذلك سيكون ذلك سلبيا مستقبلا، وقد لا يؤمن الشعب الصحراوي بقدرات جيشه على الرد ولا بتهديداته. فخوض معركة واحدة الآن في الكركرات لا يعني أنها ستكون الحرب، وفي حالة أن تحدث هذه المعركة سيكون الجيش الصحراوي برئيا من خرق وقف إطلاق النار وسيحصد، داخليا وخارجيا، نجاحا باهرا، كما أن مجلس الأمن سيتدخل وسيفرض على الجيشين العودة إلى مرابضهما. لا ننسى أن مجلس الأمن نفسه يمكن أن يكون قد صدَّق أن البوليساريو تهدد فقط ولا تنفذ، وأن جيشها مثلما يقول المغرب قد تلاشى.

نكرر دائما القول أن عملية واحدة في الكركرات لا تعني فتيل الحرب بسبب تهديدات مجلس الأمن، وهذا يعني أن المفاوضات التي تتعجل البوليساريو الدخول فيها أثناء مأمورية بان كي مون لن تفسدها معركة الكركرات المبررة. بالعكس؛ فخوض معركة الكركرات سيجعل مجلس الأمن يفرض على الطرفين الشروع في المفاوضات في أسرع وقت ممكن تفاديا للتوتر من جديد.     

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء