البعض من الصحراويين هللوا لما حدث، واعتبروه
بداية مهمة في تشكيل الموقف المصري الجديد من القضية الصحراوية، ويرون أنه ما دام
للأمر علاقة بالمصلحة السياسية للقضية الصحراوية فلا حرج من الترحيب بالموقف
المصري الجديد، واعتباره بادرة حسنة يجب البناء عليها.
لكن هناك ملاحظات يجب ان لا تغيب عن بال الذين
هللوا للموقف المصري. فمصر السادات وحسني مبارك هي نفسها مصر السيسي، وهي التي ظلت
تتعالى لسنوات طويلة على الصحراويين ولا تراهم، وهي التي قفلت باب الجامعة العربية
في وجه الصحراويين، وهي التي ظلت تدعم المغرب بالسلاح وطائرات الهليكوبتر حتى
نهاية الحرب سنة 1991م.
الملاحظة الثانية أن نظام السيسي يتم النظر إليه
في العالم أنه نظام وصل إلى السلطة عن طريق انقلاب، وبالتالي يسير ضد إرادة شعبه،
ومهما بلغت بنا البرغماتية فلا يجب ان نبتعد عن أخلاقنا، خاصة انه لن يأتي، في
الظرف الراهن، أعتراف من مصر بالدولة الصحراوية. فما فعلته مصر لا يمكن أعتباره
تغيير في الموقف المصيري، لكنه فرضته عليها قوة الاتحاد الإفريقي والخوف من غضب
الجزائر.
إذن سينارويو ما حدث سوف لن يطول، وفي الأيام
القادمة سنسمع، إن لم نكن قد بدأنا نسمع، ان مصر تتبرأ مما حدث، وتعلقه على شماعة
الاتحاد الإفريقي الذي يدافع عن الدولة الصحراوية.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء