حتى بعد فترة حكم ولد
داداه بقيت موريتانيا مرتبكة لا تعرف كيف تتصرف، وحاولت أن تخترع سياسة غير واقعية
سمتها "سياسة الحياد" في قضية الصحراء الغربية، وهي القضية التي يعرف
الموريتانيون، قبل أي أحد غيرهم، أنها قضية لا تقبل الحياد فيها. خلال هذه السنوات لم يتوقف المغرب عن تهديد موريتانيا
ولم يتوقف عن المطالبة بها كعمالة موريتانية، وكان دائما يهدها قائلا: " حين
انتهي من قضية الصحراء ستعرفون من هو المغرب." على مستوى دبلوماسي بقى المخزن
يحتقر الرؤساء الموريتانيين ويبالغ في العجرفة عليهم والنظر إليهم من فوق نظاراته.
بعض الرؤوساء الموريانيين، أيضا، قبلوا بسياسة الأمر الواقع وبقوا يتحاشون الصدام
السياسي مع المغرب، ولم يردوا في اي يوم من الأيام على تهديداته ولا على تصريحات
مسؤوليه العلنية.
الآن، وخلال فترة الرئيس
الحالي ولد عبد العزيز، الذي ينتمي إلى قسم الموريتانيين الذين يريدون التعامل
بحزم مع المغرب، يبدو أنه هو الوحيد الذي فهم أن المغرب لا يصلح معه اللين ولا
السياسة ولا الحياد، وانه يجب الحزم معه في كل كبيرة وصغيرة. سياسة ولد عبد العزيز
الحالية في تعامله القوي مع المغرب يريد منها ان يجعل الموريتانيين يفهموا أنه
عليهم أن يستفيقوا من سياسة الحياد التي كانوا ينتهجونها مع المغرب ويعاملونه بقوة
وإلا سيظل يطمع فيهم ويهددهم. تعامل موريتانيا الحالي مع المغرب يجعل الشعب
المويتاني يفتح عينيه على حقيقة وهي أن تهديدات المغرب ما هي إلا كلام فارغ أجوف،
وأن المغرب لن يستطيع في أي يوم من الأيام غزو موريتانيا.
هذه أول مرة ترد فيها
موريتانيا رد دولة قويا على المغرب، وهو الرد الذي نتج عنه تحقيق الشعب الموريتاني
ودولته لنصر سياسي استراتيجي كبيرا على المخزن المغربي، وهو ما يجعل موريتانيا
مستقبلا تتحرر من عقدة الخوف من المغرب ومن تهديداته، وتضعه في حجمه الحقيقي.
Blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء