الآن بعد نجاح ترامب الذي تمنى الكثير من الصحراويين وصوله إلى البيت
الأبيض، نكاية بعلاقة كلينتون مع المغرب، يجب أن نضع في عين وفي قلب الاعتبار أنه
جمهوري ومتهور مثل جورج بوش، ورغم أنه لازال لم يتسلم مقاليد السلطة إلا أن الملك
المغربي اتصل به هاتفيا وتحادث معه، وبكل تأكيد فقد كان مضمون المكاملة هو قضية
الصحراء الغربية.
الآن الجميع يعتقد أن ترامب هو ذا شخصية متهورة مثل بوش، الإبن وإذا
لم يكن ذكيا، فيمكن أن يقدم هو الآخر، مثل بوش، على حماقات اللهما إذا كانت صورته
وتصريحاته تخفي ذكاءا سياسيا.
في كل الحالات الجميع ينتظر موقف ترامب، ومن المحتمل أن أزمة الكركرات
لن تجد حلا حتى يفتي فيها ترامب. فكما نعلم وكما حدث في العديد من المرات، كانت
الولايات المتحدة حاسمة دائما في حل الخلافات التي تحدث في الصحراء الغربية؛ فهي
دائما تقدم نفسها أنها حيادية على عكس فرنسا المتشددة. لكن مع ذلك يجب أن ننتبه
إلى نقطة مهمة وهي أن الولايات المتحدة تستطيع أن تضغط على المغرب، وإذا أرادت أن
تحل قضية الصحراء الغربية لصالح الاستقلال فيمكن أن تفعل ذلك في غضون أشهر وخارج
الأمم المتحدة. من الجهة المقابلة لا تستطيع الولايات المتحدة أن تضغط على
البوليساريو لإنها لا تملك وسائل ضغط مباشرة عليها ما دام تمويل البوليساريو سواء
السياسي والمادي هو خارج قدرة الولايات المتحدة، كما لا تستطيع أن تضغط على
الجزائر. بالتالي نحن أمام ولايات متحدة في يدها حل القضية الصحراوية الشرعي وهو
فرض على المغرب الاستفتاء، لكن في تقديرنا أن هذا لن يحدث قريبا ما دام لا يوجد في
الأفق مقابل تربحه الولايات المتحدة من تنظيم استفتاء في الصحراء الغربية.
المحتمل الآن أن يحاول ترامب، مثل بوش ومثل الحزب الجمهوري، التدخل في
القضية الصحراوية ومحاولة حلها بطريقة ترضي المغرب، لكن بالمقابل سيجد رفضا قويا
من طرف الصحراويين الجزائر لأي ضغط عليها وهو ما حدث مع إدارة بوش سنة 2007م حين
حاولت فرض الحكم الذاتي.
يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء