الملك المغربي وحكاية فحل الوز( II)


Resultado de imagen de rey marruecos 
حكاية فحل الوز مذكورة في الجزء الأول من هذا المقال ولا داعي لتكرارها. في الأخير تم قبول المغرب لينضم إلى الاتحاد الإفريقي، لكن بأي ثمن. إعلام المخزن وساسته صوروا الحدث على أساس انه انتصار مؤزر، وأنه فتح عظيم، لكن حين نتمعن فيه نجد أنه مجرد توزيع للوهم الجميل مجانا على المغاربة. أولا، المغرب لم يطرده أحد من منظمة الوحدة الإفريقية، ولم يطلب منه أحد أن يغادر، والملك الحالي يلعن أباه الذي أرتكب تلك الحماقة. يجب أن لا يكذب المخزن والقصر على الشعب المغربي الذي يعامله إلى حد الآن مثل القطيع بالقول أنه كان هناك وضعُ سنة 1984م والآن هناك وضع آخر. لو أعاد الملك خطاب مستشار والده في قمة سنة 1984م التي انسحب منها المغرب لوجد أنه قال نيابة عن الملك قال:" لن يعود المغرب إلى القارة الإفريقية الإ حين تعود الأمور إلى ما كانت عليه- يعني حتى يتم طرد الدولة الصحراوية- . الظرف الحالي سنة 2017 يتميز بمايلي: " الدولة الصحراوية لا زالت موجودة وهي عضو مؤسس للاتحاد الإفريقي، والمغرب وقع على ميثاق توجد فيه الدولة الصحراوية وأحتل رقما يقع في الترتيب التسلسلي بعدها." هذا يعني أن الظروف التي خرج فيها المغرب، إراديا، لم تتغير بل زادت سوءا بالنسبة له." حين خرج المغرب من القارة الإفريقية سنة 1984م تبجح ملكه آنذاك وقال انه سينضم إلى الاتحاد الاوروبي وانه ليس إفريقي، وحين تأسس أتحاد دول الخليج حاول المغرب الانضمام إليه، لكنه فشل فما كان منه إلا العودة إلى القارة السمراء، لكن بشروطها هي وليس بشروطه هو.  
نعود إلى خطوات أنضمام المغرب إلى الاتحاد الإفريقي. في قمة كيغالي السنة الماضية بعث الملك رسالة إلى القمة يقول فيها أنه سينضم لكن بشروط ومن هذه الشروط والخطوط الحمراء أن لا تتواجد الجمهورية الصحراوية فيها، وأن طرد هذه الأخيرة وتجميد عضويتها أصبح مجرد قضية وقت.. الذي حدث هو العكس تماما: تم قبول المغرب بشروط الدولة الصحراوية وشروط الدول الحرة وهي شروط أن يوافق على الميثاق التأسيسي حرفيا؛ أن يجلس جنبا إلى جنب مع الجمهورية الصحراوية؛ أن يذكر الملك في خطابه بمناسبة الأنضمام ويتوعد أنه سينضم إلى الاتحاد بهدف تقوية صفه وليس بهدف تقسيمه؛ أن لا يذكر قضية الصحراء الغربية.

فالملك حين كان يلقي خطابه وهو ينشق ويمسح مخاط انفه بيده وصوته يخرج من منخريه كان يحس باليتم وبالنبذ. فالافارقة، خاصة الاحرار منهم، أخذوا بأنف الملك ولووه وطلبوا منه أن يلتزم بشروط معينة مثل قبول الجلوس مع الدولة الصحراوية، وأن لا يتطرق لقضية الصحراء الغربية ولو بكلمة. ففي خطابه المرتبك لم يذكر الملك ولا كلمة عن قضية الصحراء وهو ما يؤكد أن تم تهديده أن لا يثير المشاكل وان يكتفي بالأنضمام. فالمغاربة الذين تابعوا الخطاب كانوا ينتظرون من الملك أن يقول للافارقة بتبجح أنه يجب طرد الدولة الصحراوية ويفرض عليهم شروطه، لكن لم يحصل أي شيء من هذا. كان الملك يرتعد خائفا مثل فأر ضعيف وهو يخطب ولم يقوى على الحديث عن القضية الأولى التي أنضم بسببها إلى الاتحاد الإفريقي. فالمغاربة كانوا يريدون أنتصارا في قضية الصحراء، لكن ملكهم خذلهم. فحضور المغرب الآن في الاتحاد الإفريقي سيكون مثل حضور إسرائيل في الأمم المتحدة. حضور المغرب في الاتحاد الإفريقي سيكون شكليا فقط ولن يصل إلى العمق. فمثلا لن تنعقد قمة للاتحاد الإفريقي في الرباط بسبب أنه سيكون مفروضا على المغرب أن يفرش البساط الأحمر للرئيس الصحراوي وهو ما لن يقبله المغرب؛ كذلك سيخرج المغرب عن اية نقاشات يتم فيها الحديث عن تصفية الاستعمار وعن تقرير المصير وعن قضية الصحراء الغربية. في حالة مثل هذه هل يمكن أن يقنع الملك المغربي شعبه أنه حقق أنتصارا.  كل ما في الأمر أنه حدث له ما حدث لفحل الوز.

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء