نبض التاريخ: الأسبان يخبرون الأمريكان أنهم سيسلمون الصحراء الغربية للمغرب سنة 1975م


Resultado de imagen de solis ruiz movimiento nacional 1975حسب وثيقة أمريكية صادرة من سفارة الولايات المتحدة الامريكية بمدريد يوم 25 اكتوبر 1975م تحت الرقم السري 1975madrid07471_b فإن الوزير الاسباني سوليس رويس، وزير الحركة الوطنية، بعد أن بعثته الحكومة الاسبانية إلى الحسن الثاني ليتفاوض معه حول تسليم الصحراء الغربية للمغرب، قرر ان يخبر السفارة الامريكية بنتائج محادثاته مع الملك المغربي. طبقا لما تقول الوثيقة فإن سوليس رويس استدعى السفير الأمريكي بمدريد وتباحث معه لمدة ساعة، وأنه قال أنه ذهب إلى الحسن الثاني مبعوثا من حكومته، وأن حكومته بعثته مرة أخرى للقاء وزير الخارجية المغربي العراقي في مطار مدريد بعد أن رفض وزير الخارجية الاسباني كورتينا ماوري استقباله في المطار، وانه سيتعشى معه هذه الليلة لاستكمال المباحثات، وانه تقرر أن يلتقي الوزير المغربي مع كورتينا ماوري واراياس نافارو. إن زيارة الوزير المغربي للخارجية لمدريد، حسب سوليس رويس، هي نتيجة لمباحثاته هو- سوليس- مع الملك المغربي يوم 21 اكتوبر 1975م. ويقول السفير الاسباني في تقريره، طبقا لشهادة سوليس، أنه في رسالة الحسن الثاني إلى فرنكو يوم 8 اكتوبر 1975م فإنه اقترح عليه ان يتم إرسال مبعوث رسمي أسباني إلى الرباط، وأن يكون هذا المبعوث هو سوليس رويس نفسه. يقول السفير ان سوليس ريوس قال له في عدة مناسبات أنه تم تعيينه من طرف فرنكو كي يقود المفاوضات مع المغرب بشأن تسليم الصحراء الغربية له بسبب الصداقة التي تجمعهما منذ مدة طويلة. – للامانة التاريخية، (وهذا خارج التقرير)- فإن فرنكو دخل الغيبوبة النهائية يوم 17 أكتوبر 1975م، وأنه لم يعين أي مبعوث ليتفاوض مع الحسن الثاني حول تسليم الصحراء الغربية، وأن الحكومة الاسبانية هي التي أدعت ذلك مستغلة غيبوبة فرنكو- 

يواصل سوليس رويس عرضه للسفير الأمريكي ستابلر قائلا:" حين اعلن الحسن الثاني عن المسيرة الخضراء أدركت الحكومة الأسبانية خطر الوضع، وأعتبرت ان مسيرة من هذا النوع، غير مُحكم فيها، ستقود فقط إلى المواجهة بين المغرب وأسبانيا وسيموت فيه االكثيرون. حين لجأت أسبانيا إلى مجلس الأمن أدركت أنها لن تحصل على مساعدة كبيرة بسبب أن دعوة مجلس الأمن إلى التفاوض لن تحد من خطر المسيرة. إن الدبلوماسية الاسبانية اتبعت في تعاملها مع الملف طرقا قديمة خاصة في الأمم المتحدة مثل الجمعية العامة، وكل مافعلته هو أنها قطعت وسائل التواصل بين المغرب واسبانيا. في أجتماع الحكومة الاسبانية يوم الإثنين الماضي حذرْتُ – يقول سولي رويس-  الحكومة انه في غياب ضغط من مجلس الأمن فإن على أسبانيا أن تبحث عن مصالحها بالتفاوض مع المغرب. لقد قررت الحكومة الاسبانية أن يذهب ارياس نافارو نفسه إلى الرباط، وهو القرار الذي أيده كل الوزراء بما في ذلك العسكريين، وحكام سبتة ومليلية وقادة الميدان في المنطقة. على الساعة الخامسة من مساء يوم 21 اكتوبر اتصل رئيس الحكومة بي- يقول سوليس رويس- وأخبرني أن فرنكو أصيب بنوبة قلبية خطيرة، وأنه قرر- الوزير الأول ارياس نفارو- ان أذهب أنا إلى الرباط كي أقوم بمهمة التفاوض. في نفس الليلة توجهت إلى الرباط للقاء الحسن الثاني، وكان اللقاء معه واقعيا، أيجابيا ومثمرا. لقد ألححت على الملك المغربي أنه يجب ان لا يذهب المغرب وأسبانيا إلى الحرب، وان أسبانيا ترغب في صداقة مع المغرب، وترغب، أيضا، مغادرة الصحراء الغربي وفي أن يبقى الحسن الثاني ملكا. قال لي الحسن الثاني أن لا يستطيع أن يوقف المسيرة لإن ذلك يعني نهاية حكمه، لكن فقط يستطيع أن يؤجلها لمدة اسبوعين حتى يعطي مزيدا من الوقت للتفاوض. خلال لقائ مع الحسن الثاني- الكلام دائما للوزير الاسباني- تمت إثارة مشكلة سبتة ومليلية، وقال الحسن الثاني أنه في حالة أن يتم التوصل إلى إلى اتفاق مع أسبانيا حول تسليم الصحراء الغربية له فإنه لن يثير أبدا مسألة سبتة ومليلية حتى تتم تسوية قضية جبل طارق بين بريطانيا وأسبانيا. يجب ان يجد الاسبان والمغرب حلا للمشكلة حتى يتم تفادي صراع تراجيدي بين البلدين. لقد كان الحسن الثاني واعيا بموقف الجزائر، لكن هذه الأخيرة  يجب أن لا تتدخل ما دامت أعلنت أنه ليس لها مطامع في الإقليم الصحراوي. لقد تمنى الحسن الثاني أن تساعد الأمم المتحدة في تحييد الجزائر من المشكل لإنها ستكون عدائية للمغرب ولأي اتفاق بين المغرب وأسبانيا. لقد اقترحتُ – يقول سوليس رويس- أن تصبح الصحراء الغربية مقاطعة تتمتع بالحكم الذاتي في المغرب، وأن يتمتع شعبها بتسيير ذاتي حكومي موسع. لقد دافعت عن هذه الفكرة لكن يبدو أن أرياس نفارو كان ضدها. سيكون من التراجيدي ان يدخل الجيش الاسباني في مواجهة عسكرية، كما أن الانسحاب تحت الضغط سيتكون له عواقب وخيمة في اسبانيا نفسها. سوف لن تكون هناك مشاكل مع العسكريين الاسبان إذا انسحبوا بشرف. حين أخبرت الحسن الثاني أن الجيش الأسباني سينسحب قال أنه يريده أن يبقى هناك، وسيمنح له قواعد عسكرية هناك، لكن الأسبان ليس لهم حماس ما نحو تلك الفكرة. لقد استنتجت الحكومة الأسبانية أنه في حالة نشوب حرب بين المغرب واسبانيا فإن الولايات المتحدة ستنحاز للمغرب. 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء