رسالة الى الجزائر التي اخجلتنا

في الحقيقة اخجلتنا الجزائر، وجعلت جباهنا  تَنَزُّ بعرق
الخجل المالح، وقلوبنا تنقبض من الاسف. لو كنا نعرف أن الجزائر ستهب هذه الهبة التاريخية لترد على سعيداني ما كان احد منا ذكره ولا ذكر تصريحه السخيف ولا انتقده، وكنا تركناه حيث لم نكن نعرفه. الآن فقط عرفنا أن تصريحه كان سخيفا، وكان من جملة التصريحات التي تصدر عن المعتوهين الذين لا قيمة لهم ولا لتصريحاتهم ولا يجب الرد عليهم.
انتقادات بعضنا،- وفقط بعضنا- كصحراويين لسعيداني، لو كُنا نعرف انها ستجعل الجزائر تهب هذه الهبة لترد عليه بهذه الصراحة وهذه الرجلة الجزائرية التي اخجلتنا، ما كنا انتقدناه وكنا ابتلعنا تصريحاته الغبية. الان فقط ادركنا اننا حمًّلنا الجزائر ما لا طاقة لها به، وادركنا معنى العظمة التي هي ماركة جزائرية مصنفة عالميا. فرغم أن سعيداني ليس في السلطة، وليس شخصية تستطيع الحديث باسم الجزائر،  فقدت هبت هذه الجزائر العظيمة لتعيد تأكيد موقفها التاريخي من قضية الشعب الصحراوي المقدسة في الجزائر وفي العالم الحر. اخجلتنا الجزائر حين ردت رسميا على سعيداني، واخجلتنا حين ردت احزابها وبرلمانها وجمعياتها على هذا الأحمق، واخجلتنا حين ملأت شبكات التواصل الإجتماعي بصور سعيداني الحقيقي الذي يضرب على دُفِّهِ وينفخ في مزماره ويسوق حماره.
نعم، كانت الجزائر كما كانت دائما شامخة فوق الشبهات، وفوق الزلات، ومترفعة فوق الغيوم وفوق الشمس وفوق النجوم، وفوق البلدان وفوق الأوطان وفوق الزمان وفوق المكان.
فرِحَ المغرب، وبدأت أوهام وخيالات اليقظة: الجزائر ستغير موقفها، "والرجل" القوي السابق يتكلم باسم الجزائر. طبَّل الطبالون في مراكش، وخرجت الثعابين في جامع لفنا، ورقص الحناشون والكهنة، لكن انتهت الحفلة بصدمة: ردت الجزائر أَلْسِنَةْ الحناشين الى حلوقهم. الجزائر عظيمة عظمة شهدائها، وشامخة شموخ جبالها وشمسها، وتحتفل فوق ربوعها العزة والكرامة. كفى ايتها الجزائر العظيمة لا تُخْجِلينا أكثر. لقد احرجناك بدون وعي. حاشا لله ان نكون شككنا يوما في موقفك أو في مبادئك التي كتبتها دماء الشهداء. من سيُزايد  على أبناء عبد الامير عبد القادر، وأبناء بن بولعيد وأبناء بن مهيدي، وأبناء مليون ونصف من الشهداء فليغسل فمه سبع مرات بالماء قبل ان يفعل ذلك. من سيُزايد على جبال الأوراس وجبال جرجرة في العلو فليستغفر الله قبل أن يفعل ذلك.
blog-sahara.blogspot.com.es
السيد حمدي يحظيه

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء