المغرب: إما التطبيع بدون مقابل أو الخنق


قبل تطبيع الإمارات المتحدة مع إسرائيل كان المغرب يتعرض للضغط من طرف الولايات المتحدة وإسرائيل فقط، أما بعد تطبيع الإمارات أصبح الضغط ثلاثيا: إسرائيل والولايات المتحدة تتكفلان بالضغط السياسي،  بينما الإمارات تضغط اقتصاديا بوقف الدعم المالي عن المغرب.. الضغط يزداد يوما بعد يوم، والأطراف في سباق مع الزمن، خاصة أن ترامب يتعرض لضغط شديد بسبب نتائج إستطلاع الرأي السلبية.

لنتابع ما حدث: يوم توقيع الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي كتبنا أن المغرب أصبح هو المؤهل الأول للتوقيع، لكنه لازال يأمل أن يكون تطبيعه مقابل اعتراف أمريكي، إسرائيلي وعربي له بالسيادة على الصحراء الغربية. للضغط أكثر على المغرب،  بدأت الصحافة الإسرائيلية والامريكية المحترفة، وبدأ بعض المسؤولين في تل ابيب وواشنطن يلمحون إلى أن هناك دولا عربية أخرى ستُطبّع في الأيام القادمة، لكن، إذا كنتم تذكرون، لم يذكروا اسم أي من الدول المعنية. الآن، بعد تلكؤ المغرب،  انتقلت الصحافة الإسرائيلية والامريكية الى ذِكر المغرب علانية، ولتقوية الضغط أكثر صرحت الحكومة الإسرائيلية أن المغرب هو أول من سيُطبّع بعد الإمارات. فحسب تصريح متلفز لقناة 20 الإسرائيلية يوم الجمعة 21 غشت، قال ايلي كوهين وزير المخابرات الإسرائيلي، إن المغرب -ذكره بالاسم- سيكون أول من سيُطبّع. ذِكرُ المغرب بالاسم صراحة من طرف الحكومة الإسرائيلية يندرج في خانة الضغط المباشر، ويعني أن أطراف المعادلة صرحت بأنها تضغط على المغرب كي يقبل التطبيع. لكن حين نقول أن أطراف المعادلة تضغط على المغرب فهذا يعني انها تريده أن يعلن تطبيعه بدون مقابل؛ بمعنى آخر يقوم بالتطبيع صك أو شيك على بياض. لكم أن تتصوروا الآن المغرب وهو يوقع التطبيع مع إسرائيل، وتتصوروا أن الشخص الذي سيوقّع ليس سوى الملك الذي يرأس لجنة "تحرير القدس". لكم أيضا أن تتصوروا ماذا سيفعل الشعب المغربي الذي كان يخرج في مظاهرات مؤيدة للشعب الفلسطيني. هل سيخرج للاحتجاج على التطبيع أم سيدفن رأسه في الرمال. بإختصار، المغرب يتعرض لعملية خنق كبيرة لا يعرف كيف يخرج منها، والوقت يمر وحين تتحالف اسرائيل وواشنطن والخليج العربي لخنق المغرب فيمكن أن يتم كتم انفاسه. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء