توقف الحرب لم يعد ممكنا

 


قلنا في مقال سابق أن الحرب لم يعد خيار توقفها مطروحا على الطاولة نهائيا، وأنها ستظل متواصلة، لكن من جهة أخرى يمكن أن تجري المفاوضات أو الوساطات تحت ظلال السلاح ودون أن تتوقف المعارك. بإختصار، الشعب الصحراوي لن يتم خداعه مرة أخرى ويكفيه خداعا أنه خُدع 30 سنة. 

هذا من جهة، أما من جهة أخرى فحتى لو سلّمنا أن الشعب الصحراوي يحب السلام ويجنح له فستظهر مشكلة أخرى، وهي من سيكون الوسيط.؟ الوسيط الوحيد الذي كان يمكن أن يتميز ببعض المصداقية هو الأمم المتحدة، لكن للأسف هذه المنظمة نزعت عنها ورقة التوت وفشلت. الآن حتى لو جاءت الأمم المتحدة وأقسمت بالثلاث انها ستمنحنا الاستقلال غدا فسنقسم لها نحن أنها تكذب، وانها منافقة،  وغير عادلة ولن نستمع إليها. 

من هي الجهة الأخرى التي يمكن أن تكون وسيطا؟ لا توجد على الإطلاق، وكنتيجة لذلك يمكن إستقبال الوسطاء والحكماء، لكن لا يتوقف الكفاح المسلح حتى تظهر النتيجة وهي الاستقلال. لقد انخدع الجميع بالصمود الأسطوري لهذا الشعب الصغير القليل العدد. خلال ثلاثين سنة من الكذب والمناورات تم استنفاذ كل الخطط، وتم إجهاض كل المخططات، ووصلت القضية الى النتيجة التالية: تبقى الحرب مستمرة، لكن طرق الحوار تبقى مفتوحة. 

الشيء الآخر المهم جدا هو أن بعض الأصوات غير الملمة بخفايا الصراع تعتقد أن الحليف-الجزائر- يمكن أن تنصح الصحراويين يوما بإعطاء هدنة للتفاوض، لكن هؤلاء الذين يفكرون هذا التفكير غابت عنهم الحقائق التالية: ثورة أول نوفمبر هي التي سنت تقليد أن التفاوض يسير جنبا إلى جنب مع الكفاح المسلح، وفقط يتوقف القتال حين تظهر نتائج المفاوضات الايجابية؛ النقطة الثانية، الناس لا تعرف أن المغرب خدع الجزائر مائة مرة، وانه ظل يحاول التفاوض معها سريا لتكون وسيطة بينه والصحراويبن، لكنه كان يخدعها، وأنها بسبب كذبه سترفض أي مبادرة منه تخص قضية الصحراء الغربية. في ظل عدم وجود جهة أو هيئة يمكن ان تكون وسيطا نزيها قادرا على فرض مساعيه ستظل الحرب مشتعلة.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء