ديمقراطيو الولايات المتحدة وقضية الصحراء الغربية

 



خلال مسيرة الشعب الصحراوي الكفاحية الحالية تعاملَ مع الديمقراطيين والجمهوريين والاشتراكيين والماركسيين، لكن لم يحرك أي منهم ساكنا كي يفرض على المغرب الاحتكام للديمقراطية والقانون الدولي. الآن خاب أملنا كصحراويين نهائيا في أن يحك لنا أحد جلدنا غير ظفرنا، ولم نعد نهتم بهل فاز فلان أو علان ولم تعد تلك الأحزاب بكذبها ونفاقها تشعل حماسنا. لا يهم فاز هؤلاء أو أولئك ولا يهم الذين يحملون شعارات ديمقراطية أو جمهورية فنحن، بالنسبة للجميع، شعب يجب القضاء عليه أو ضمه للمغرب. درس أن نعتمد على أنفسنا وعلى صمودنا يجب أن يكون هو الأولوية التي نفكر فيها. الكثيرون مِنّا ممن لم يخيب أملهم في القوى العظمى يقولون أن ترامب لم يفعل أي شيء لصالحنا، لكن على هؤلاء أن لا ينسوا أن اوباما قبله لم يفعل أي شيء أيضا، وانه التقى مع الملك المغربي أكثر من مرة في حين رفض ترامب ذلك. فإذا كان ترامب لم يفعل أي شيء لصالحنا فإنه، من جهة أخرى، جعل المغرب وملكه يعيشون أربع سنوات من الخوف والرعب، وفعلا لن ينسى ملك المغرب الإهانات المتتالية التي ظل ترامب يوجهها له لمدة أربع سنوات. بالنسبة للديمقراطيين يمكن أن نحسب لهم إنهم في عهد بيل كلينتون فرضوا على المغرب الجلوس للتفاوض مع البوليساريو وجها لوجه تحت مظلة الأمم المتحدة المهترئة، لكن أيضا، من جهة أخرى، لم يحركوا ساكنا حين رفض المغرب المضي قِدما في تنظيم الإستفتاء سنة 2000م. من خطاياهم كذلك أنه خلال إدارة بيل كلينتون نفسه تفاوضوا مع المغرب حول الحكم الذاتي. في عهد أو إدارة  اوباما بلغ التراجع والضعف ذروته حيث لم يستطيع هذا الافرو-امريكاني، خلال ثماني سنوات من الحكم،  أن يردع المغرب أو يسن في الأمم المتحدة قرارا يوصي بمراقبة حقوق الإنسان من طرف المينورسو. كل ما فعل اوباما هو إنه خلال سنواته في البيت الأبيض طلب من المغرب أن يلتزم بما تقول الأمم المتحدة في قضية الصحراء الغربية، وهو ما استغله المغرب ليلعب لعبته الكبرى و مناورته التي لازالت متواصلة.

حين نتحدث هكذا لن يغيب، طبعا، عن اذهاننا عامل هيلاري كلينتون التي كانت حليفة المغرب في ادارتي كلينتون كزوجته، وفي ادارة اوباما كوزيرة خارجيته، وبالتالي لا يمكن استبعاد دورها السلبي الذي أثر على سياستي كلينتون وأوباما باعتبارها ظلت تنافح عن المخزن  خلال فترتي الرئيسين المذكورين.

بالنسبة لبايدن وتعامله مع القضية الصحراوية، لن يكون أحسن حالا من اوباما والحزب الديمقراطي المعروف بالبرودة في التعامل مع القضايا الساخنة، وإذا لم يحدث هناك زلزال سياسي كبير في المنطقة سيُبْقيِ على السياسة التقليدية للديمقراطيين بترك البيضة المكسورة في يد الأمم المتحدة لتواصل لعبتها الطويلة المدى التي تصب في صالح الاحتلال المغربي.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 

يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء