الشهيد سالم شداد، ليتنا كنا مثل شسع نعله



 أستشهد سالم شداد، ومعه رحل نموذج القائد الثوري الذي يحلم كل الصحراويين أن يكون قادتهم مثله أو على الأقل مثل شسع نعله. سالم ليس مثل الرجال ولا مثل الابطال ولا مثل القادة ولا مثل الإطارات ولا مثل الثوار ولا المتواضعين؛ سالم جسّد كل هذه الصفات مجتمعة رغم استحالة ذلك بنسبة 99,99، لكن سالم كان هو ذلك 0,99 . يمكن أن نجد بطلا شجاعا يهابه الموت، لكن تنقصه المثالية أو التواضع، ويمكن أن نجد إطارا واعيا، لكن تنقصه الشجاعة، ويمكن أن نجد قائدا ميدانيا لكنه انتهازي. كان سالم وحده هو ربما الوحيد الذي تجسدت فيه-وهذا نادر أو مستحيل- كل صفات الإطار والمقاتل والمسؤول والقائد والمقدام ووو. كان كلا مكتملا لا تجد فيه أبسط نقص، ولا يمكن أن تشير إلى أي خلل ولو بسيط في شخصيته أو التزامه أو تفانيه أو تواجده. ظل دائما في المقدمة في القتال، في العمل، في الاستطلاع في التسلل، في التخطيط في نكران الذات، في انتزاع أدوات الشاي من الذي يعده وفي وضع يده هو الأول في العجينة، وفي المحافظة على الإمكانيات. كان مدرسة للقائد الثوري الذي يريده الصحراويون ويحلمون. حين استشهد وأصبح تحت التراب ادركنا فجأة أننا خسرنا ضميرنا، وخسرنا رمز القيادة التي كنا نحلم أن يرزقنا الله بمثلها. في التسجيلات التي تم بثها كان الرجال يبكون بحرقة، وكان ذلك الصوت الذي شق الأصوات يقول: "ما إكد حد إعود كيف نعالة سالم". ليت قادتنا كلهم كانوا مثله أو مثل شسع نعله. الثورات في العالم لا حاجة لها بالقادة الذين يدهنون جباههم بالعطر كل يوم، والذين يقضون في العواصم والفنادق أكثر مما يقضون في أماكن عملهم. 


من صفحة السيد حمدي يحظيه    


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء