تعيين دي مستورا ليس حدثا



في السنوات الأخيرة الماضية، حين كان المخزن فوق قمة الجبل، رفض المبعوثين الأمميين،  وحاول فرض أمر واقع على المجتمع الدولي  لا يخرج عن نقطتين: الأولى أن يتم الاعتراف له بالسيادة على الصحراء الغربية، والثانية، أن أقصى تنازل سيقدمه هو الحكم الذاتي. بعد اندلاع الحرب، لم يجد المغرب مخرجا آخرا أكثر أريحية من العودة إلى الأمم المتحدة التي انقذته لمدة ثلاثين سنة ماضية من الهزيمة. الآن، بعد أن أصبح محاصرا بالنار من كل جهة،  قبِل المغرب العودة إلى الأمم المتحدة التي تعتبر الإطار الوحيد الذي سيوفر له الحماية حتى يتخلص من الخنق المُحكم على عنقه. الآن تم تعيين دي مستور، وقبِله المغرب والغريب في الأمر أن أول من هلل لهذا التعيين هو الولايات المتحدة الأمريكية. هذا يعني انه كانت هناك يد خفية للولايات المتحدة الأمريكية في الضغط على المغرب كي يقبل المبعوث الأممي أو في توقيع صفقة بين الطرفين يخرج منها الإثنان منتصران؛ صفقة على شاكلة أن يقبل المغرب المبعوث الأممي مقابل أن لا تتراجع الولايات المتحدة الأمريكية عن اعترافها للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية. كل هذا يقود إلى أن عناصر الضغط الآن ستتجمع ضد الطرف الصحراوي: ضغط من طرف الأمم المتحدة المتآمرة وضغط من طرف الولايات المتحدة التي لم تتراجع عن تغريدة ترامب، وضغط من طرف مجلس الأمن الذي ستتعاون فيه فرنسا والولايات المتحدة لحشد دعم قوي يحاول فرض أن تعود المفاوضات العبثية ويتم إيقاف الحرب، ويكون النقاش حول حل يتجاوز تقرير المصير وتصفية الاستعمار.

أمام واقع مثل هذا، سيجد الطرف الصحراوي نفسه أمام خيارين: العودة إلى القتل البطيء والممنهج الذي عانى منه طيلة ثلاثين سنة تحت كذبة المفاوضات، أو وقف التعامل مع الأمم المتحدة. من بين هذين الخيارين سيكون الخيار الأقصر والأحسن والأقل تكلفة هو وقف التعامل مع الأمم المتحدة، وإذا حدث التعامل معها يكون أول شرط هو أن الكفاح المسلح يبقى متواصلا- وقف إطلاق النار غير مطروح للنقاش-، والشرط الثاني هو إيقاف التعامل معها نهائيا إذا فشلت في أول-أول- جولة من المفاوضات. 

إن رفض التعامل مع الأمم المتحدة، مهما كلف من ثمن، سيبقى هو السياسة الوحيدة التي يجب انتهاجها مستقبلا، وكان من الأنسب أن يتم رفض المبعوث الشخصي لإن تواجد عملية تقودها الأمم المتحدة هي أخطر من الاحتلال وأخطر من الاستعمار. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه    


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء