لنستعد لقول " لا" صريحة لمجلس الأمن

  


أظن، وهذا تقدير شخصي، أننا دُفعنا دفعا إلى قول " لا" صريحة لمجلس الأمن وهي المرة الأولى منذ خمسة وأربعين سنة. خلال هذه المدة ظللنا نخفض رؤوسنا مرة تلو الأخرى، وظللنا نمثل دور الطرف المنضبط الذي يقول نعم لكل القرارات، ويقول نعم إذا تم الضغط عليه، ويتنازل إذا ظن أن ذلك سيؤدي إلى انفراج. ظللنا أيضا نمثل دور الطرف الذي يستمع لنصائح أمريكا ونصائح الإتحاد الإفريقي ونصائح كل من هب ودب، ويطبق القرارات حرفيا ويضحي ويوقف الحرب ويسمح بتواجد جيش الاحتلال وإدارته. هذا يعني اننا كنا الملائكة وكان مجلس الأمن الشياطين، وكنا البدو وكان مجلس الأمن اللصوص. كنا نعتقد أننا نلتزم بقانون هو غير موجود أصلا، وإننا نتعامل مع عالم له مبادئ هو غير موجود أصلا، وهذا الذي ظننا نحن أنه التزام بالشرعية الدولية والديمقراطية والقانون فسره الآخرون انه ضعف، وأنه استسلام. قلنا نعم للاستفتاء بدون شروط، وقلنا نعم للحل السياسي بدون شروط وقلنا نعم لمخطط بيكر بدون شروط، وبقينا نتدحرج والاخرون يجروننا، نحاول أن نساير عالما متمرسا في الكذب والضغط حتى وقفنا على الحقيقة وهي أن أية خطوة أخرى في التعامل مع مجلس الأمن تعني السقوط في الهاوية. هذا يعني أن "لا" التي سنقولها الآن لمجلس الأمن مجبرين كنا نستطيع أن نقولها له سنة 1993م من موقف قوة. السيناريو الآن في حالة التعامل مع مجلس الأمن هو سيناريو خطير. الأنظار موجهة إلى نهاية أكتوبر، وسيكون القرار كالآتي: يتسلم دي مستورا مهامه كمبعوث شخصي ويتسلم قرارا من مجلس الأمن يقول: وقف الحرب، جولة للمبعوث الشخصي في المنطقة، المفاوضات ههههه. يعني أن القرار كله في صالح المغرب. هذا يقود إلى القول إن دي مستورا سيصطدم بالوقائع التالية: احتلال مغربي مستقوي بإسرائيل والولايات المتحدة، يرفض الخروج من الكركرات، يرفض النقاش خارج مخطط الحكم الذاتي، ويريد مشاركة الجزائر وموريتانيا كأطراف في المفاوضات المباشرة. 

بالنسبة للطرف الصحراوي سيتشدد في ما يلي: لا نقاش حول توقف الحرب، لا حضور لأي طرف آخر في المفاوضات، لا حديث عن حل سياسي ما عدا الاستفتاء وتقرير المصير، خروج المغرب من الكركرات. 

هذه المواقف ستتبلور أكثر في نقاشات مجلس الأمن في نهاية أكتوبر. ستحاول الولايات المتحدة صياغة القرار، كالعادة، لكن هل يمكن أن تعرقل روسيا أو بعض أعضاء مجلس الأمن ذلك، بحجة أن الولايات المتحدة ما لم تتراجع تراجعا صريحا عن تغريدة ترامب، التي اعترف فيها للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية، فهي منحازة ولا تستطيع أن تصيغ القرار. ما لم يحدث هذا-فقط- سنكون مضرين أن نقول "لا" صريحة لمجلس الأمن. 

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه    


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء