هل ستُكرر إسبانيا خيانة سنة 1975م؟

 


اسبانيا ستخون مرة أخرى أو هي على شفا حفرة الخيانة. في الحقيقة، إسبانيا لم تخن الشعب الصحراوي خيانة واحدة سنة 1975م، لكن يمكن الجزم أنها تخونه كل يوم منذ ذلك التاريخ  إلى الآن. تخلّي إسبانيا سنة 1975م، تحت الضغط وفي وقت ضعف، عن مستعمرتها، الصحراء الغربية، ومقايضتها لها جعلنا، ربما، نعتقد أن إسبانيا إذا أصبحت قوية يمكن أن تكفر عن ذنبها وتعترف لنا بحقوقنا، لكن يبدو أن العكس هو الذي ربما يحدث: ستخوننا إسبانيا مرة أخرى. الآن، وإسبانيا قوية و"ديمقراطية"، قد تخون مرة أخرى بنفس السيناريو الذي خانت به سنة 1975م. الظروف تتشابه، والمعطيات على الأرض تتشابه، ودور الأسرة المالكة في إسبانيا حاسم في الخيانة المرتقبة. لنقرأ سيناريو الخيانة الأولى والخيانة الحالية المرتقبة: سنة 1975م، وضع المغرب قضية سبتة ومليلية على الطاولة، واشترط سكوته عن المطالبة بهما بتسليم الصحراء الغربية له. تدخل الملك خوان كارلوس وسلّم الصحراء الغربية للمغرب حتى يسكت عن المطالبة بسبتة ومليلية، ويسمح لإسبانيا بالصيد في مياه الصحراء الغربية. تم للمغرب ما أراد، وخانت إسبانيا خيانتها البائسة التي تحدثنا عنها، وباعت الصحراء الغربية وشعبها. الآن هناك سيناريو مشابه: ملف سبتة ومليلية على الطاولة ومعه التهديد بالهجرة كورقة ابتزاز، ومقابل السكوت عن هذا الملف يطالب المغرب باعتراف إسباني صريح بسيادته على الصحراء الغربية. ومثلما كان الملك خوان كارلوس مستعدا لتسليم الصحراء الغربية للمغرب سنة 1975م وخان، وسلمها فعلا، يبدو أن ابنه، الملك الحالي، فيلبي، مستعد ومتحمس للاعتراف للمغرب بالسيادة على الصحراء الغربية مقابل سكوت المغرب عن سبتة ومليلية وتعاونه في ملف الهجرة. معركة لي الذراع متواصلة، وإسبانيا هي الطرف الضعيف، وزاد من الضغط أن ألمانيا أشارت- دون أن تعترف للمغرب بالسيادة- إلى أن الحكم الذاتي يمكن أن يكون حلا، وتؤيدها في ذلك فرنسا. الحكومة الإسبانية، خاصة الحزب الاشتراكي، هو جاهز للخيانة ويدعمه في ذلك الملك الإسباني، والسيناريو تم إعداده وفقط تؤخره بعض المخاوف الغامضة. مؤخرا، بعد فشل اسبانيا في إقناع واشنطن بلعب دور في وساطة بين مدريد والرباط، يبدو أن الملك الإسباني انتزع المبادرة وقرر الشروع في الخيانة الثانية بتواطؤ من رئيس الحكومة الاشتراكي سانتشيس (حزب سانتشيس معروف بالخيانة). إذن، خيانة إسبانيا جاهزة رغم أنها قد تتأخر بعض الوقت. ما الذي يؤخرها؟ بكل تأكيد ليس الأخلاق ولا المبادئ ولا الخوف من ما يسمى الأمم المتحدة. هناك سببين فقط: الأول وجود ممانعة في الحكومة الإسبانية بسبب وجود أحزاب في الفريق الحكومي مؤيدة للشعب الصحراوي، وفي حالة خروج تلك الأحزاب من الحكومة يتم إعلان الخيانة، وهناك نقطة أخرى مهمة وغامضة تتخوف منها إسبانيا وهي مدى برغماتية الجزائر. هل سيؤدي اعتراف إسبانيا بسيادة المغرب على الصحراء الغربية إلى غلق أنبوب الغاز الجزائري طبقا لمبدأ المصالح؟ الآن الغاز والكهرباء في إسبانيا تضاعف ثمنهما ثلاث مرات، والحبل على الجرار، وإسبانيا معلقة بأذنها في الفضاء وتصرخ: الخيانة، الخيانة.

blog-sahara.blogspot.com.es 

السيد حمدي يحظيه 


يرجى تسجيل تعليقات ذات قيمة حتى يمكن ادراجها في الموقع الإبتساماتإخفاء