إدارة بوش تطلب من سفارتها في الرباط تقريرا عن الخطوات اللاحقة لإنجاح الحكم الذاتي

بعد عملية إطلاق سراح الاسرى المغاربة عند البوليساريو " بوساطة أمريكية" من نوع الوساطات الخادعة – وساطات الضغط-التي تتم بدون مقابل، طلبت إدارة بوش من سفارتها في الرباط تقريرا تقييميا حول الخطوات التي يجب

أن تتخذها الولايات المتحدة الأمريكية بخصوص قضية الصحراء الغربية في المدى القريب.( بالمناسبة الأمريكيون يبنون خططهم وأستراتيجيتهم الطويلة المدى بناءا على تقارير المختصين وتحليلهم مثل السفراء والخبراء). بتاريخ 23 سبتمبر 2005م- شهر بعد إطلاق سراح الأسرى- بعث السفير الأمريكي بالرباط توماس ت، تقريرا إلى وزارة الخارجية الأمريكية يتمحور حول وجهة نظر سفارته حول ما يجب فعله في المرحلة القادمة بخصوص قضية الصحراء الغربية وخاصة الحكم الذاتي.. يكتب السفير الأمريكي في تقريره:" إن صفقة 18 غشت التي تم بموجبها إطلاق سراح 404 أسيرا مغربيا من عند البوليساريو تكون قد طوت ملفا إنسانيا مهما في صراع الصحراء الغربية.. في المغرب ربحت الولايات المتحدة الأمريكية – بسبب نجاح الصفقة- شهرة معتبرة بسبب تدخلنا- الأمريكان- في مساعي عملية إطلاق السراح المذكورة.. في الحقيقة، من وجهة نظرنا، تعبتر هذه الخطوة واحدة من أهم المساعي الدبلوماسية التي قمنا بها في السنوات الأخيرة. الكثير من السفارات بما في ذلك بعض الاسرى القدماء قد أخبرونا شخصيا كم يثمنون مسعى الولايات المتحدة هذا، وان تكون هذه الخطوة نحو حل للمشكل القائم. ورغم أن إطلاق سراح الاسرى يمكن أن يحلحل الركود إلا أنه قد لا يقلل من التوتر الحاصل بين الجانبين- الجزائري والمغربي( الطرف الصحراوي مستبعد في التفكير الأمريكي)، (..) من بين الاشياء التي تورق المغرب كثيرا- التي يجب أن نركز عليها- هي فتح الحدود بين البلدين..

يتحدث التقرير المذكور عن هوس المغرب بفتح الحدود ويقول أنه إذا لم يحدث فلن يكون هناك حل.. من جهة أخرى يقول التقرير ان المغاربة- الملك ووزير خارجيته- ذكروا كثيرا العربي بلخير وانه يمكن أن يكون الشخص\السفير الذي يفتح ثغرة في العلاقات المغربية الجزائرية- يتوهمون انه سيقف إلى جانب مصلحتهم- لكن السفير المذكور- بلخير- سيقف ضد المغاربة حين يلتقي بالأمريكيين( سنرى ذلك في موضوع لاحق)

ويقول السفير الأمريكي في المغرب في تحليله إلى وزارته أن أمريكا يمكن أن تعتمد على أصدقاء ولاعبين كبار لها في أوروبا مثل فرنسا واسبانيا كي يساعدوها – في الضغط على الجزائر- كي تطبع العلاقات مع المغرب – بعد ذلك يبدأ التفاوض حول قضية الصحراء بين البلدين لصالح المغرب طبعا..

ويذهب التحليل في التقرير إلى لب القضية. يقول:" النقطة الأهم – في الاستراتيجية الأمريكية- هي دفع الحكومة المغربية إلى بلورة مخطط حكم ذاتي ذا مصداقية أكثر أنفتاحا من المخطط الذي تم تقديمه لبيكر في سنة 2003م. نعتقد أن رسالة مركزة من المبعوث الشخصي للامين العام فان والسوم إلى المغاربة يجب أن تتضمن الضغط عليهم كي يوسعوا من مخططهم المنتظر  للحكم الذاتي – حتى يكون أكثر قابلية للتطبيق. وبما أنه يبدو أنه هناك تفاهم جوهري بين المغرب والحكومة الأمريكيةأن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو أفضل حل سياسي لصراع القضية الصحراوية، فإن المجموعة الدولية يجب ان تفرض على المغرب أن كي يأتي بمخطط ذا مصداقية يكون قاعدة للتفاوض في المستقبل. نحن نعتقد أن تحضير مخطط مغربي ذا مصداقية- إلى حد الآن حسب التقرير نعترف، يقول السفير وطقمه، إن المغرب لم يقدم أي مخطط جيد بسبب عدم تفاهمه مع الجزائر- يجب أن يكون هو محور تحركاتنا في قضية الصحراء الغربية.. "

وحتى يحدث ذلك يرى التقرير أن المبعوث الشخصي فان والسوم عليه ان يضغط على المغرب كي يركز تفكيره حول الحكم الذاتي، وبالموازاة مع ذلك يجب ان يضغط- فان والسوم- على الجزائر والبوليساريو كي يتركوا التفكير حول تقرير المصير أو الرجوع إلى مخطط بيكر، ويقبلوا بإحصاء السكان الصحراويين في المخيمات..

إذن، الخطة\ الاستراتيجية الأمريكية في عهد بوش كانت مبنية على الضغط المباشر وغير المباشر على البوليساريو كي تنتزع منها ما تستطيع من تنازلات بدون مقابل كي تدفع بها، في النهاية، إلى قبول الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية. كانت إدارة بوش تريد ان تنتزع الاسرى عن طريق وساطة في أتجاه واحد، وأن تفرض على البوليساريو أن تتخلى عن طرح قضية تقرير المصير، أو مخطط بيكر، وان تقبل إحصاء السكان في المخيمات، وتبدأ في التفاوض المباشر مع المغرب حول امخطط لحكم الذاتي لا غير.. وحتى لا تظهر الإدارة الأمريكية أنها هي اللاعب قامت بإقناع بان كي مون بالتخلي عن تعيين مبعوث أمريكي شخصي خلفا لبيكر، وشجعت تعيين فان والسوم أو تكون هي التي اقترحته في النهاية كي ينفذ الخطة الأمريكية تحت غطاء الأمم المتحدة. 

• Twitter
• Facebook
• Google
• Tumblr
• Pinterest